المعارضة السورية تبحث في الرياض اسس التفاوض المرتقب مع حكومة الاسد
بدات في الرياض اليوم الاربعاء اجتماعات المعارضة السورية الهادفة الى الخروج بموقف موحد من مفاوضات محتملة مع حكومة الرئيس، وسط تدابير امنية مشددة وشح في التصريحات والمعلومات.
وعبر خالد خوجة، رئيس "الائتلاف المعارض" في بيان صدر عن المكتب الاعلامي لـ"الائتلاف" عن "تفاؤله في إمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته".
وتحدث خوجة عن "وجود جهوزية لدى المعارضة للحل السياسي".
ويشارك في المؤتمر العديد من الفصائل السياسية والمسلحة. وتعصف بالمعارضة المتعددة الولاءات الاقليمية خلافات شديدة وتشهد صراعا على السلطة بين قياداتها. كما توجد تباينات بين اطرافها حول مواضيع عدة بينها دور الاسد في المرحلة الانتقالية.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الاجتماع يعقد في جلسات مغلقة في فندق كبير في الرياض.
واشارت الى ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التقى المشاركين وعبر لهم عن الامل في ان يكون اللقاء مثمرا.
ويفترض ان تستمر المفاوضات حتى الخميس. وادرج على جدول اعمال النقاش الاربعاء مواضيع "الثوابت الوطنية الحاكمة لتسوية الأزمة السورية"، و"رؤية المعارضة السورية للتسوية السياسية في سوريا"، و"العملية التفاوضية: المرجعية - الآليات والإطار الزمني"، والمرحلة الانتقالية: الاطار الزمني - المهام - السياسات والمؤسسات".
اما جدول اعمال الخميس فيشمل "دور الامم في مستقبل سوريا" والبيان الختامي.
وذكر صحافي في وكالة فرانس برس في المكان ان هناك تعتيما اعلاميا على الاجتماعات، وان المشاركين يمتنعون عن التصريح او الكلام مع الصحافيين.
الا ان مصدرا في المعارضة قال لفرانس برس رافضا الكشف عن اسمه ان "الاجواء جيدة والآراء متقاربة".
في حين نقل مصدر آخر عن ولي العهد السعودي محمد بن نايف قوله خلال لقاء مع ممثلين عن الفصائل المسلحة الليلة الماضية ان المملكة "لن تتخلى عن الشعب السوري تحت اي ظرف"، وان "السعودية تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود بشار الاسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة".
وللمرة الاولى، يشارك ممثلون عن الفصائل المسلحة في اجتماع موسع للمعارضة، وابرز هذه الفصائل "جيش الاسلام"، وحركة احرار الشام الاسلامية.
ويترافق اللقاء مع اجراءات امنية مشددة، وانتشر عناصر الامن في كل طابق من طبقات الفندق. وذكر احد المشاركين في الاجتماع ان الانترنت مقطوع في قاعة الاجتماعات.
ويغيب عن اجتماع الرياض ممثلو الاكراد الذين تأخذ عليهم شريحة واسعة من المعارضة عدم انخراطهم في القتال ضد نظام الاسد، متهمة اياهم برفض "سوريا الموحدة" نتيجة تمكسهم بالادارة الذاتية في مناطقهم. واثار هذا الاستبعاد انتقادات لدى حزب الاتحاد الديموقراطي.
ودعا الاكراد الى اجتماع بدا الثلاثاء في المالكية في محافظة الحسكة (شمال شرق) لاطياف من المعارضة الموجودة داخل سوريا تشارك فيه مجموعات كردية واشورية وسريانية وسنية وغيرها.
وقال المنظمون انهم يبحثون في أي عملية تفاوض محتملة مع النظام، وفي الحل السياسي والدولة المدنية الديمقراطية وحقوق الاقليات.