كمعظم المحاولات السابقة لتوحيد صفوف الفصائل "الجهادية" المتنازعة فيما بينها، بدأ "جيش الفتح" الذي تم تشكيله برعاية تركية - قطرية - سعودية بالتفكك بشكل تدريجي بعد استعار الصراع بين الفصائل التي تسعى للاستحواذ على القيادة .
أولى بوادر تفكك "جيش الفتح" جاء عبر انسحاب "جند الأقصى" من "الجيش" الذي يتحكم بمفاصله السعودي عبد الله المحيسني، بالتزامن مع بدء التمهيد لتشكيل جمعات جديدة لفصائل تحاول دول الخليج تلميع صورتها وحلق لحاها واظهارها بأنها "معتدلة".
وقال "جند الأقصى"، وهو فصيل "جهادي" متشدد يدين بالولاء لـ "القاعدة"، في بيان أصدره إن سبب الانسحاب من "جيش الفتح" يعود إلى "محاولة أحرار الشام الضغط عليه لقتال داعش"، وفق البيان.
ومن المعروف أن صراعا مستعراً نشأ في "جيش الفتح" بين "حركة أحرار الشام" المدعومة قطرياً، و"جبهة النصرة"، حول قتال "داعش"، حيث تحاول "أحرار الشام" إظهار نفسها على أنها رأس الحربة في قتال "داعش" في وقت نأت فيه "النصرة" بنفسها عن قتال "داعش".
ويأتي موقف "جند الاقصى" مطابقا لموقف "النصرة" من حيث المبدأ، إلا أنه يختلف من حيث التنفيذ، حيث تحاول "النصرة" التشبث بـ "جيش الفتح"، في حين اختار "جند الاقصى" الابتعاد عنه، ما قد يشكل بوابة للانشقاق المنتظر في صفوف "جيش الفتح"، الذي تم تشكيله لالتهام الشمال السوري، بالتزامن مع تقدم الجيش السوري على محاور القتال في الشمال.