لفت المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أنه منذ نشر الصور "الفظيعة" لضحايا المجزرة الكيماوية، عادت لتطفو ما سماها بـ"المعضلة الإسرائيلية" بشأن إعادة النظر في الخطوات والموقف الإسرائيلي بشأن سورية، مع أخذ جانب الحذر وفقاً للسؤال: هل تغيّر الوضع الاستراتيجي والتكتيكي لإسرائيل، وهل يلزم شن هجوم جوي أو بري ضد جيش الأسد؟
لكن يهوشواع أوضح أن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في (إسرائيل) يُجمعون ويتفقون على جواب واحد، وهو أنه على الرغم من الأصوات التي تدعو إلى التدخّل فيما يدور في سورية، إلا أن المؤسسة الأمنية ترفض ذلك. فيما يدعو مدير مركز أبحاث الأمن القومي، الجنرال المتقاعد عاموس يادلين، إلى تدخّل عسكري إسرائيلي غير بري، معتبراً أن جيش الاحتلال يملك وسائل عدة يمكنها أن تؤشر للحكومة السورية أن مثل هذه العملية (المجزرة) غير مقبولة من (إسرائيل) وأن على من نفذها أن يدفع الثمن. وبحسب توجّه يادلين، فهناك تماهٍ بين المصلحة الاستراتيجية لإسرائيل بإضعاف "محور الشر"، وبين الموقف الأخلاقي القائل بعدم القبول باستخدام الأسلحة الكيماوية.
ووفق القراءات الإسرائيلية في الصحف، فإن مجزرة خان شيخون، تشكّل رسالة من الحكومة السورية لقوى الفصائل المسلحة في محيط إدلب، بعد "خرق التهدئة الأخيرة". لكن الأمر الوحيد السائد، في القراءة الإسرائيلية، يتطرق إلى ما تبقى من سلاح كيماوي بأيدي النظام وخطر هذه الكميات على الأمن الإسرائيلي، لا سيما أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الأسد أخرج من سورية ما بين 90 و95 في المائة من ترسانته الكيماوية.
وبالتالي فإن الحكومة الإسرائيلية التي سارعت بعد اتفاق 2013 إلى جمع الكمامات الواقية من الأسلحة الكيماوية، من مواطنيها وأوقفت تصنيعها، قد تضطر إلى إعادة النظر في قرارها المذكور، لا سيما أن مجزرة خان شيخون توضح أن العلاقة الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تمنح (إسرائيل) حصانة، وفق ما ذهب إليه عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس".
ورأى هرئيل أن الدعم الروسي للأسد، على الرغم من التواصل الإسرائيلي الروسي اليومي والتنسيق العسكري بين (إسرائيل) وروسيا، من شأنه أن يكون صاحب تداعيات سلبية على المدى البعيد، بفعل تكريس بقاء الأسد.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا أيلاند، للإذاعة الإسرائيلية، إن أي تحرك إسرائيلي لجهة ضرب مخازن السلاح الكيماوي السوري، قد تكون له تداعيات سلبية على التنسيق العسكري بين (إسرائيل) وروسيا.