أقامت جماعة "جيش التحرير" معسكرا شمالي سوريا لاحتجاز العشرات من المنشقين عن تنظيم داعش. ويحتجز حوالي 300 من السجناء، وهم من أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في كثير من الحالات مع أسرهم، في المعسكر الموجود بمحافظة إدلب.
وقال محمد الغابي المسؤول في جماعة "جيش التحرير" لـ"بي بي سي " نحاول إعادة تأهيلهم ونغير تفكيرهم، ومن أراد العودة إلى وطنه سمحنا له بالاتصال بسفارة بلده والتنسيق معها عبرنا".
وسُمح للبعض بالعودة إلى بلدانهم في أوروبا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، وقد يواجهون السجن هناك.
وأطلع أحد السجناء "بي بي سي" على أسباب انشقاقه عن تنظيم داعش، قائلا "يعاملوننا معاملة سيئة للغاية، خاصة الأشخاص من بلاد أخرى. من الصعب علينا للغاية أن نعيش هنا. نحن معتادون على الكثير من الأمور. ثم جئنا إلى هنا حيث بدأوا في إساءة معاملتنا".
وأضاف "تعطيهم حياتك، ثم يبدأون في السيطرة على حياتك. يستغلونك لأمور سيئة".
وبين المنشقين مواطنون من فرنسا وبولندا وهولندا ومن دول شرق أوسطية وآسيوية.
وقال الغابي إن الأعداد في ازدياد مع انهيار تنظيم داعش، بفعل هجوم لمسلحي "الفصائل المسلحة" المدعومين من تركيا شمالي سوريا، في هجوم عرف بعملية "درع الفرات".
وقال الغابي إن المنشقين أبلغوه أن تنظيم داعش في انهيار منذ حوالي 8 شهور لكن العملية الأخيرة فاقمت من عملية الانهيار وشجعت مسلحين في التنظيم على تركه.
وقال أحد هؤلاء المنشقين، وكنيته أبو سميل، إنه غادر وطنه هولندا متوجها إلى بلجيكا، ومن ثم إلى غازي أنتيب في تركيا. وقال إنه تظاهر بأنه شخص يقضي إجازة ويحب الحفلات، حتى يتجنب الشبهات، لكن "الدخول إلى سوريا كان أسهل من مغادرتها" كما قال.
وعلمت "بي بي سي" أنه يجري إنشاء خط سكة حديد تحت الأرض في سوريا، بالتعاون بين منظمات تنتمي لـ "الفصائل المسلحة" ومخابرات أوروبية، بهدف إلقاء القبض على أنصار لتنظيم داعش وإعادتهم إلى بلدانهم.
وفي مدينة الرقة بدأ مسلحون ينتمون لتنظيم داعش بإرسال رسائل إلى مسلحي فصائل أخرى طلبا لمساعدتها في فرارهم مع عائلاتهم.
وقد تمكن ما لا يقل عن ستة من المسلحين من الفرار حتى الآن ومغادرة سوريا، وهم يواجهون السجن في بلدانهم، حسب بعض الفصائل "المسلحة".
وقال الغابي إنهم لن يسمحوا للجميع بالمغادرة، بل سيخضع البعض لمحاكمات شرعية وقد يحكمون بالإعدام.