الاعلان عن اقلاع قاذفات روسية استراتيجية من مطار همدان الإيراني لتضرب مواقع للمسلحين في سوريا كافٍ للدلالة إلى دخول هذه الحرب في مرحلة جديدة. هذه الخطوة تنطوي على رسائل في اتجاهات عدّة، قد يكون أشدّها وقعاً على واشنطن في مرحلة تشي بانزياح موسكو أكثر باتجاه محور طهران. هذا الانزياح جاء بعد مراهنات روسية خاسرة على تقارب أكبر مع واشنطن، وهي إن كانت ما زالت ترغب به، تؤكد أن في جعبتها خيارات بديلة «موجعة»، واسقاط هذه الخيارات يعني تنازلات أكبر من الأميركي لمصلحتها في الساحة السورية. في المحصلة، إذا جرت مساوقة الحدث مع جهد ميداني مشترك في ساحة القتال، فسنكون مقبلين على جولات غير مسبوقة من المعارك من شأنها أن تغيّر خريطة تموضع المحورين فيها.