المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

قضايا اجتماعية
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
مخيم الركبان: كارثة من صنع واشنطن
تحول مخيم الركبان للمهجرين السوريين إلى دليل غير قابل للتشكيك على تغول الإدارة الأمريكية وإمعانها في استغلال قضايا الشعوب ورقة للابتزاز والضغط لتحقيق مشاريعها العدوانية في المنطقة ومصالحها التي لا تجد أي حرج في تمريرها على حساب أبسط المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية مستندة إلى قوانين القوة والغطرسة.
واشنطن التي أرسلت قواتها إلى سورية بطريقة غير شرعية لم توفر أي ذريعة لتبرير وجودها حتى وإن كان ذلك على حساب الأطفال والنساء حيث أكدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية المعنيتان بعودة المهجرين السوريين أن “واشنطن لا تهتم بالكارثة الإنسانية التي تسببت بها في مخيم الركبان وتحاول الابقاء على المخيم أكثر قدر ممكن من الوقت في منطقة التنف من أجل تبرير وجودها غير القانوني جنوب سورية”.
في السياق أكدت الهيئتان أن واشنطن تتعامل مع ملف المهجرين الذين تحتجزهم في مخيم الركبان من منطلق “تفكير استعماري” متجاهلة كل القيم الإنسانية التي تزعم بأنها تدافع عنها وتصر على تحويل ملف اللاجئين إلى ورقة سياسية لمواصلة الضغط على الحكومة السورية.
ولا يزال آلاف السوريين المهجرين بفعل الإرهاب في مخيم الركبان بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية يعشون ظروفاً قاسية ترقى إلى مستوى الكارثة الإنسانية وذلك على مرأى من قوات الاحتلال الأمريكي التي تفرض سيطرتها بشكل مخالف للقانون الدولي على محيط المخيم وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليه.
وجاء في بيان للهيئتين نشر اليوم أن الأمم المتحدة وعبر مؤسساتها المعنية “تتحدث عن وجود عبودية غذائية في المخيم” إضافة إلى حالات كثيرة “من الزواج المبكر والانتهاكات الجنسية والسرقة والعنف والجوع والمرض وضعف الصرف الصحي والنقص الحاد في مياه الشرب” وأنه من أجل الخروج من المخيم “ما زال يتوجب دفع 300 دولار أمريكي وهو ما لا يمكن لأي من المحتجزين في المخيم القيام به”.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي فان المهجرين في مخيم الركبان “يعيشون في بيئة صحراوية ضمن خيام معظمها من البلاستيك والأقمشة البالية والطين” في ظل وجود قوات احتلال أمريكية في منطقة التنف تعرقل وصول قوافل المساعدات الإغاثية التي ينظمها الهلال الأحمر العربي السوري بدعم وتنسيق مع الحكومة السورية وفي ظل توكيل واشنطن لمرتزقتها من المجموعات الإرهابية بمنع الراغبين بمغادرة المخيم والعودة إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري بقوة السلاح.
وشدد البيان على الحقائق التي تم التوصل اليها من خلال صور الأقمار الصناعية والتي تبين بشكل واضح الحواجز الأمنية والجدران القوية ونقطة التفتيش المجهزة بشكل خاص والتي تطوق المخيم وحولته إلى ما يشبه “مزرعة المواشي” حيث يتحرك المحتجزون ضمن قفص و”هذا تماما هو روح التفكير الاستعماري للأميركي”.
وفي المحصلة جميع الوقائع تؤكد أن المسؤول الوحيد عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في مخيم الركبان هو الاحتلال الأمريكي وأدواته التي منعت المواطنين السوريين في المخيم بالقوة والتهديد من مغادرته رغم الممرات الآمنة التي تم فتحها لكل راغب بمغادرة هذا المخيم وهذا ما أكده مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين مشيرا إلى أن الحل النهائي للكارثة التي يعيشها هؤلاء السوريون لا يمكن أن يتم إلا بخروج ورحيل القوات الأمريكية المحتلة من هذه المنطقة وغيرها.

11:55 2019/03/12 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل