المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

من الإعلام
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
الشيخ مقصود في حلب.. حياة على خط النار
"الموت هو القاعدة وما عدا ذلك استثناء"، هكذا يصف مدير المشفى الوحيد في "الشيخ مقصود" ذات الغالبية الكردية شمالي مركز مدينة حلب الوضع في الحي، الذي تعرض للقصف طيلة الفترة الماضية.

المنطقة التي عرفت سابقاً باسم "جبل السيدة"، تتربع على هضبة عالية مطلة على أحياء واقعة تحت سيطرة الحكومة السورية من الجهة الشمالية من مدينة حلب وتقوم وحدات حماية الشعب الكردية بإدارة شؤونها المدنية إضافة لحماية جبهاتها المواجهة لمناطق تواجد الفصائل المسلحة المتطرفة.

ومن داخل المدرسة الحكومية التي حولت إلى مشفى ميداني يخبرنا أحمد المدير الإداري الملقب بـ "أبو جوان" عن الحياة في الحي قائلاً: "العام الحالي الأكثر دموية في تاريخ المنطقة التي تعيش تحت وابل القذائف اليومية من الهاون أسطوانات الغاز وصواريخ الكاتيوشا منذ فبراير الماضي وحتى ما قبل عيد الأضحى مستهدفة أغلب الأحياء السكنية".

ويستطرد الرجل الأربعيني في العمر بالقول: "إضافة إلى خطورة القذائف يتعرض سكان المناطق المحاذية لأحياء بستان الباشا والهلك إلى القنص، وخاصة الأطفال منهم الذين لا يدركون خطر التعرض لمناطق مكشوفة".


وحسب إحصاءات المشفى فإن "عام الـ 2016 شهد مقتل نحو 200 مدني وأكثر من 600 جريح في الحي الذي يحصي عدد سكانه إضافة إلى جزء من حي الأشرفية المجاور نحو 40000 نسمة من أصل أكثر من 90000 كانوا يقطنون المنطقة قبل الأزمة".
على جدران أبنية في الحي وأسوار حدائق فيه، ترتفع صور وأسماء "شهداء وحدات حماية الشعب الكردية" تجانب بعضها صورة زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان.
لا يخفى على زائر الحي الدور الكبير للمرأة الكردية داخل الحي فهي المرابطة على الحواجز جنباً إلى جنب مع الرجل والمسؤولة عن النقاط الطبية والحراسة إضافة إلى تسيير الأمور الحياتية لسكان الحي.
أمام أحد الأبنية المهدمة، التي يعلوها علم وحدات حماية الشعب الكردية، تشرح لنا احدى المقاتلات أن "الحي شهد تراجعاً في سقوط القذائف بعد دحر المجموعات المسلحة من أحياء بني زيد والسكن الشبابي لكن القصف لا يزال يستهدفنا من منطقة كفر حمرة بالكاتيوشا في ريف حلب الشمالي وجرر الغاز والهاونات من الأحياء الشرقية التي تفصلنا عنها سكة القطار ومجرى نهر قويق".


احدى هذه الصواريخ أودت بحياة الطبيب شاهد، اختصاصي الجراحة الوحيد في مشفى الحي الوحيد أيضاً، ما اعتبره معظم من قابلناهم "خسارة لا يمكن تعويضه في ظل نقص الأطباء الاختصاصيين وفقدان الأجهزة الطبية الاختصاصية للتشخيص واجراء العمليات".
يقول أبو جوان "هدفنا في هذا المشفى إضافة للمعاينات العادية تقديم الإسعاف الأولي ليتثنى لنا إيصال الحالات الخطرة إلى مشافي المدينة الحكومية" عبر المعبر الوحيد الذي يعتبر بوابة التزود بالوقود والمواد التموينية والاستهلاكية الضرورية لاستمرار الحياة في الحي.
حرية التنقل للقاطنين من وإلى الشيخ مقصود يضفي خصوصية لهذا الحي، الذي "تتبدل حالته الأمنية بتأثير الظروف الدولية والأطراف الخارجية الآمر الناهي للمجموعات المسلحة التابعة لها" حسب ما يقوله أحد مسؤولي الحي المدنيين.
مضيفاً أن "هدف المسلحين سابقاً كان السيطرة على الحي لاستهداف مواطني الأحياء الأخرى نظراً لموقع الشيخ مقصود العالي، أما الآن فالموضوع أكبر من مجرد سيطرة ميدانية على موقع استراتيجي الهدف اليوم سياسي أكثر من الميداني".
يصر الجميع هنا على أن "الحي الكردي" يضم سكاناً من جميع الأثنيات السورية وطوائفها، ضمن منظومة اجتماعية تسمى بالكومينات، المسؤولة عن عدد من الأسر بدء من تأمين احتياجاتها وصولاً إلى حل الخلافات فيما بينها وأحياناً داخل الأسرة الواحدة.
نغادر الشيخ مقصود مع ساعات المساء الأولى على وقع هدير مولدات الكهرباء التي تغذي الحي بـ "الأمبيرات" شأن كافة مناطق المدينة المقسمة بين أحياء غربية وأخرى شرقية والشيخ مقصود.

08:30 2016/09/17 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل