«التلغراف»: تنظيم «داعش» يتخلى عن الحذر لتوسيع قاعدته من المتطوعين
ذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية في عددها الصادر 25/11/2014 نقلاً عن مهربين للمتطوعين إلى «داعش» في تركيا أن التنظيم المسلح تخلى عن العديد من إجراءاته الأمنية، للتحقق من خلفيات المنضمين إليه لزيادة عدد المقاتلين بين صفوفه.
وحاورت الصحيفة أحد المهربين والمسؤولين عن البيوت الآمنة للتنظيم المسلح «داعش» داخل تركيا، حيث بدأ حواره مع الصحيفة مستخدما الاسم المستعار "أبو أحمد"، مؤكدا تخلى التنظيم عن إجراءاته واحتياطاته الأمنية لتوسيع قاعدته من المتطوعين في ظل تعرضه للقصف من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا. وقال "أبو أحمد" إنه يعمل في مهمة استقبال المقاتلين الأجانب في تركيا وتهريبهم إلى داخل سوريا منذ ما يقارب العامين حتى الآن، زاعما استقباله متطوعين من السعودية والإمارات وتونس، لكنه لم يستقبل مقاتلين من بلدان غربية، إلا أنه يعرف زملاء له قاموا باستقبالهم وتهريبهم إلى داخل سوريا. وأضاف "أبو أحمد" أن المقاتلين الأجانب كانوا يتعرضون إلى العديد من التدقيقات قبل انخراطهم في صفوف التنظيم المسلح للتأكد من هويتهم، وتخوفًا من أن يكونوا جواسيس لمخابرات دولية تحاول دس عملاء في صفوف التنظيم ومراقبة تحركاته عن كثب. وأكد "أبو عبد الله" الذي عمل كحارس شخصي لأمير التنظيم داخل بلدة دير الزور السورية قبل انشقاقه مؤخرًا عن التنظيم المتطرف على شدة الإجراءات الأمنية التي استخدمها المسؤولون في «داعش» للتأكد من هوية المتطوع. مضيفًا زيادة أعداد المنضمين إلى التنظيم في ظل التسهيلات الأخيرة. ومن جانبه قال الباحث في مؤسسة «كويليام» التي تراقب الأنشطة الجهادية "تشارلي وينتر" بأن المنتديات الجهادية تشهد أحاديث مطردة عن التسهيلات التي يقدمها التنظيم المسلح لتشجيع المقاتلين على الانضمام إليه. وأضاف "وينتر" بأن الخطوة الأخيرة تعد محاولة من «داعش» لتصدر المشهد بين التنظيمات الجهادية، ووضع نفسه كالقبلة الأولى لمن يروم القتال ضد القوات الأجنبية في العراق والشام. وقال المنشق "أبو عبد الله" بأن التنظيم أكثر من عدد معسكراته التدريبية، كاشفًا عن قيام التنظيم بدفع مبالغ مالية للمواطنين السوريين للانضمام إلى تلك المعسكرات مستغلاً حاجتهم الماسة للمال. وتطرق "أبو عبد الله" إلى مسألة تجنيد التنظيم للأطفال في سوريا، مشددًا على فداحة هذا الأمر لما سيخلقه من مشاكل في المستقبل لظهور جيل متطرف من الصعب إزالة الأفكار المتشددة من عقليته. وبالنسبة لـ"أبو أحمد" فهو يقول لأنه ينحدر من أسرة سورية متدينة، وقد شهد تعذيب أشقائه وأبناء عمومته من قبل نظام بشار الأسد، لهذا فهو يقوم بتهريب المقاتلين إلى سوريا بهدف الانتقام من نظام بشار الأسد، غير مبال للجهة التي يرسل إليها المقاتلون، فهو أحيانًا يرسل مقاتلين إلى تنظيم "جبهة النصرة" المعادي لـ«داعش». وأكد "أبو أحمد" لصحيفة «التلغراف» بأن المخابرات التركية تعلم أنشطته هو وزملاؤه، لكنها لا تبالي في الوقت الحالي.