"اللعبة السورية الكبرى"، عنوان مقال ألكسندر إيفانوف، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول المصالح الجيوسياسية المحركة للحرب في سوريا.
وجاء في المقال: سوريا المعاصرة، من دون أي شك، هي الساحة الجيوسياسية الأهم في العالم اليوم، والتي تدور فيها أمام أعيننا لعبة جيوسياسية، نتيجتها تحدد إلى درجة بعيدة تركيبة العالم. دور روسيا في هذا النزال الجيوسياسي العالمي، وبسبب تورطها في النزاع السوري والسياق الجيوسياسي العالمي، من أهم الأدوار. مجابهتنا للتحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة تعد الجوهر الدلالي الرئيس للصراع السوري. هذا التكوين الجيوسياسي العالمي الذي تلعب فيه روسيا والولايات المتحدة الأدوار الرئيسية، دفع النزاعات المحلية بين دول المنطقة ومجموعاتها الإثنية إلى الخلفية. إلا أن هذه النزاعات مستمرة في هذا الصراع عبر تداخلها مع تركيبته. ولذلك، فروسيا مضطرة للعب لعبة جيوسياسية على عدة "رقع" في الوقت نفسه. في الوقت الراهن، هناك أربعة اتجاهات رئيسية لجهودنا العسكرية والدبلوماسية والإنسانية وغيرها، (على أربع رقع لعب)، وهي: 1) (الرقعة السورية) سوريا نفسها، إعادة بنائها وتطويرها. من الواضح أن هذا هو الاتجاه الرئيس لجهودنا الجيوسياسية... 2) (الرقعة الإسرائيلية-الإيرانية) إسرائيل، والأدق، المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، ومثلها المواجهة بين سوريا وإسرائيل بخصوص مرتفعات الجولان. دورنا هنا الحيلولة دون نشوب نزاع مسلح بين إيران وإسرائيل على الأرض السورية، وإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل وسوريا. 3) (الرقعة الكردية- التركية) كردستان السورية وتركيا. أي حركة الانفصال الكردية، والمواجهة الكردية- التركية، حيث لنا مصلحة، خلاف أمريكا التي تدعم انفصال الأكراد، في إيجاد حلول وسط للمسألة الكردية.. 4) (الرقعة العربية) السعودية وقطر والكويت والإمارات، أي "المركب الجيوسياسي العربي"، وهو أحد مشاركي الظل في الصراع السوري، عبر تمويله تشكيلات إرهابية... ولا بد من إيجاد صيغة عمل مع هذه الدول، وإن يكن على المستوى الدبلوماسي. اللعبة مستمرة، من دون شك، ويجب أن تستمر مشاركتنا فيها، والدفاع بوعي عن مصالحنا الجيوسياسية.