"مكنسة الزيتون" عنوان مقال يفغيني ساتانوفسكي، في "كوريير" للصناعات العسكرية، عن أن النزاع الموضعي في عفرين الذي يفاقم العلاقة بين واشنطن وأنقرة مربح لروسيا.
وجاء في المقال: فإنّ سيطرة الجيش السوري على معظم الأراضي السورية حقيقة، على جميع المعارضين الإقليميين للأسد (السعودية وقطر وتركيا) وجميع الدول الغربية والمنظمات التي تدعمهم (الحلفاء وفرنسا وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي) الاعتراف بها. تركيا هي الأكثر تأثراً بين المعارضين الإقليميين للأسد، وذلك بفضل الحدود الطويلة بين الدولتين، ومعظم المناطق التي يقطنها الأكراد في الجانب السوري على الحدود معها، وتظهر العملية التركية في عفرين إلى أي مدى تركيا مستعدة لمقاومة المبادرات الكردية أو الكردية الأمريكية. ويضيف ساتانوفسكي: "من غير المهم أن يكون إعلان الولايات المتحدة بدء تسليح الأكراد السوريين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة وإعداد قوة حرس حدود من ثلاثين ألف مقاتل، على أن يكون نصفهم من الأكراد، لعب دور القشة التي قصمت ظهر البعير، أم غيرها من التناقضات المتراكمة بين أنقرة وواشنطن، لعبت هذا الدور". وعلى أية حال، فإن الدولة التي هي جزء من حلف شمال الأطلسي، تقوم بعملية عسكرية تتعارض مع مصالح القوة العظمى التي على رأس هذه الكتلة، الأمر الذي لا يجري للمرة الأولى، فيكفي أن نذكّر باحتلال القوات التركية شمال قبرص وصراعاتها العديدة مع عضو آخر في التحالف، أي اليونان. ويبدو أن واشنطن- يقول كاتب المقال - كانت تأمل في أن لا تهاود موسكو في عفرين التي يقع فيها فريق المراقبة الروسي، وأن تفعل الشيء نفسه القوات الحكومية السورية في منبج وهي على مشارف المدينة، ما يشكل عقبة أمام الاتراك، لكن موسكو تستفيد من الصراع الموضعي في عفرين، بسبب تفاقم العلاقات بين واشنطن وأنقرة، وتعطيل خطط بناء جيش تسيطر عليه الولايات المتحدة وإدارة ذاتية شرقي الفرات، وعلاوة على ذلك، يبدو أن أردوغان المتحمس، الذي يقاتل الأكراد، يعقّد إلى حد كبير موقفه. وينتهي المقال إلى أن واشنطن تضرب مصالحها: فمن جهة تعقد العلاقات مع أنقرة، ومن جهة أخرى تقوض التحالف مع الأكراد، ما يعقّد خلق بديل عن الجيب المستقل عن دمشق في شمالي سوريا.