يشير أندريه أونتيكوف في صحيفة "إيزفيستيا" إلى سحب الولايات المتحدة قواتها من موقع الزكف بموجب الاتفاق مع روسيا.
كتب أونتيكوف:
صرح مصدر في الجيش السوري للصحيفة بأن الولايات المتحدة أغلقت قاعدة الزكف في جنوب سوريا. وهي إحدى قاعدتيها، التي تقع على مقربة من الحدود العراقية، وذلك بموجب الاتفاق مع روسيا. وقد أوضح مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية للصحيفة أن "العملية تمت ضمن إطار الاتفاق على إنشاء منطقة وقف التصعيد في محافظة درعا جنوب سوريا".
وبذلك تبقى قاعدة واحدة بأيدي الأمريكيين في المنطقة – هي قاعدة التنف القريبة من الحدود الأردنية. وهذا يعني انخفاض قدراتها على دعم الفصائل المسلحة، التي تتهم واشنطن حاليا بتخليها عنها.
من جانبها، لم تفند القيادة المركزية الأمريكية هذه الأنباء، حيث جاء في بيانها أن التحالف (الأمريكي) ينشئ في العراق وسوريا القواعد ويغلقها اعتمادا على الوضع العملياتي، وعلى تقديم الدعم اللازم لشركائنا. ويتوقف قرار فتح أو إغلاق القواعد المؤقتة على متطلبات العمليات العسكرية. وإن قوات التحالف وشركاءها لا تزال تعمل في التنف. والتحالف مستمر في تنفيذ مهمته في مجال تدريب شركائه في المنطقة القريبة من حدود سوريا والعراق والأردن، كجزء من الحملة الخاصة بمحاربة "داعش" في العراق وسوريا"، - بحسب بيان القيادة المركزية.
ويذكر أن قاعدة الزكف، أنشئت في شهر يونيو/حزيران الماضي، وكانت تستخدمها قوات العمليات الخاصة الأمريكية ومسلحو "الفصائل المسلحة"، كما نُشرت فيها منظومات صاروخية ومعدات عسكرية أخرى.
وقد أثار إنشاء هذه القاعدة اهتمام وزارة الخارجية الروسية، حيث أعلنت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أن "الأنباء عن نقل التحالف الأمريكي إلى منطقة بلدة التنف، منظومات هيمارس الصاروخية المتحركة ووحدات إضافية إلى موقع الزكف الواقع على مسافة 70 كلم شمال-شرق التنف تثير حيرتنا. وهذا يعني أن الولايات المتحدة توسع بنشاط وجودها العسكري في مناطق جنوب سوريا منتهكة بذلك القانون الدولي"، - كما صرحت زاخاروفا.
وبإغلاق قاعدة الزكف، ينحصر الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة التنف، التي تستخدم لتدريب وإعداد مسلحي الفصائل. ويذكر أن وكالة نوفوستي سبق أن أعلنت استنادا إلى مصادرها الخاصة، أن واشنطن تنوي ترك حتى هذه القاعدة، ولكنها لم تحدد موعدا لذلك.
في هذه الأثناء، أفادت وكالة أناضول التركية بأن الجانب الأمريكي بعث برسائل إلى قادة المجموعات المسلحة التي تنشط في جنوب سوريا، يطلب منهم ترك مواقعهم. وفي هذا الصدد تنقل وكالة سبوتنيك الروسية عن قائد ميداني اسمه سعيد سيف أن الوجود الأمريكي يقتصر على حماية التنف ولا يدعم الفصائل.
هذا، وقال الخبير العسكري فلاديمير يفسييف، في تصريح إلى الصحيفة، إن "الأمريكيين يحولون اهتمامهم إلى مناطق أخرى من سوريا. فهم كانوا يأملون بإنشاء ما يشبه المنطقة العازلة في جنوب سوريا ونشر المسلحين الذين يدربونهم في الأردن فيها. بيد أنهم لم يتمكنوا من ذلك، بسبب الجيش السوري وحلفاءه. لذلك بدأت واشنطن تبحث عن خيارات أخرى للحفاظ على وجودها في هذه المنطقة، وهذا ما تم تحقيقه بإنشاء مناطق وقف التصعيد. وقد ضمنت روسيا خروج "حزب الله" من هناك. لذلك لم يعد هناك حاجة إلى وجود أمريكي بهذا الحجم في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإن الأمريكيين لا ينظرون إلى مناطق جنوب سوريا كاتجاه حيوي، حيث تحول اهتمامهم إلى جهة دير الزور، - كما يقول الخبير.
أي أن الأوضاع تحتم على الأمريكيين تقليص دعمهم للفصائل المسلحة في الجنوب، وتعزيز دعمهم للكرد في "قوات سوريا الديمقراطية".