نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الثلاثاء 10- 12- 2013 تحقيقاً لريتشارد هال من مخيم "كيليس" للاجئين السوريين في تركيا بعنوان "الأطفال الذين لا يستطيعون النسيان". وقال فيه: إن "العديد من المعلمات في مخيم كيليس التركي الذي يضم العديد من اللاجئين السوريين قلقون من تأثير ما عايشوه الأطفال في الصراع الدائر في سوريا عليهم، إذ يعاني الكثير منهم من التأثيرات السلبية للصراع الدموي في بلادهم".
وأضاف هال: "لدى زيارتي المخيم، استرعى انتباهي الأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم"، مشيراً إلى أنه رأى العشرات من الأطفال الذين يلهون في أرجاء المخيم. وأوضح أن حوالي 7 آلاف طفل يعيشون في مخيم كيليس، من أصل 15 ألف لاجئ، وأكد الكثيرون من أبناء المخيم أن أطفالهم يعتبرون من المحظوظين إذ أن الكثيرين من اقرانهم ما زالوا عالقين داخل سوريا، بينما هم في مأمن في كيليس المجهز بالكامل لتلبية احتياجاتهم.
وأكد هال أن المعلمات والعديد من العاملين في مجال الإغاثة في مخيم كيليس قلقون من التأثيرات النفسية التي تركتها الحرب الدائرة في سوريا على الأطفال السوريين، قائلين أن جيلاً كاملاً من السوريين سيعاني للأبد جراء ما عانوا منه الأطفال خلال الصراع في بلادهم.
وقال أحد المدرسين ويدعي حسن في مقابلة مع هال: إن "الحرب مطبوعة في أذهان الأطفال"، موضحًا "يتكلمون دومًا عن الأشياء التي شاهدوها، ويزداد قلقي أكثر وأكثر حول هذا الموضوع، إنهم يتذكرون كل شيء". وفي مقابلة أجراها هال مع سارة مدرّسة اللغة الانكليزية في المخيم، قالت إن لديها فتاة هادئة وحزينة طوال الوقت وعندما سألتها عن سر حزنها أجابت الطفلة أن "والدها أصيب بقذيفة وبترت يده وقد ركضت للاطمئنان عليه إلا انه فارق الحياة أمامها". مضيفة أن الطفلة "تريد العودة إلى سوريا للانتقام ولتصبح شهيدة".
وختم هال قائلاً: إنه "رغم أن مخيم كيليس بعيد نسبيًا عن سوريا إلا أن الأطفال يسمعون عن بعد أصوات القذائف ويشاهدون بريق الصواريخ ليلاً، ورغم تأكيدات الأهالي بأنهم بعيدون عن منطقة الصراع إلا أنهم يخافون ويرتعبون". مشيرًا إلى هرب حوالي مليون طفل من سوريا جراء الصراع الدائر هناك، بحسب "اليونيسف".