«داعش» و«النصرة» تتفقان مع زهران على إقامة خلافة إسلامية في سوريا
كشف قياديون في "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام-داعش" عن اجتماعات تم عقدها مع قائد "لواء جيش الإسلام" السابق زهران علّوش حول طبيعة العلاقة بين الطرفين واتفقا على "إقامة خلافة اسلامية" في سوريا بعد "إسقاط النظام".
وقالت مصادر قريبة من "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" لصحيفة "الأخبار" اللبنانية الأربعاء: "لا تُصدّق أنّ الخلاف بين الدولة والجبهة كبير، ليست سوى خلافات بسيطة لا تستحق أن يُخاض فيها". فيما أشار مقاتلون من "النصرة" الى أن "الدولة (داعش) أكثر تشددًا منّا، لكن ذلك ليس خطأ أيضًا".
ويقول المقاتلون: إنّ عناصر «الدولة» و«النصرة» ينفّذون معظم العمليات في القلمون والغوطة بمساعدة بعض الكتائب «المخلصة» كـ«الكتيبة الخضراء» و«أحرار الشام»، مشيرين الى أن «الكل يعلم أن جيش علّوش لا يُشارك بطلقة». ويضيفون: «هذا التنظيم تقوده المخابرات السعودية بإمرة بندر بن سلطان». وبالتالي، «لن يتحرّك عناصره من دون إشارة من هناك. وطبعاً لا يخفى على أحد أنّ لأميركا يداً في المخابرات السعودية». تهم العمالة تُقذف في اتجاه «الجيش». ينقل المقاتلون أنّ «جبهة النصرة تلاحق اثنين من قادة جيش الإسلام بسبب انسحابهما من بلدة قارة من دون إعلام القائد العسكري للجبهة، ما تسبب بسقوط شهداء». ويكشفون أن أحدهما، ويُعرف بـ«أبو خالد الجبل»، رفض تزويد الجبهة بصواريخ مكدّسة لديه في المستودعات، «ما دفع مقاتلينا إلى انتزاعها بالقوة».
وردًا عن سؤال حول هل يمكن أن يكون "جيش الإسلام" مشروع "صحوات" مقبلة؟ أجاب جهادي في «النصرة» من منطقة الغوطة إجابة مبهمة، بحجة أنّه «لا يمكنك أن تشك بالجميع، لكن جيش الإسلام يجمع الكتائب بلعبة خارجية، والهدف من ذلك قلبهم مستقبلاً ضد القاعدة». وتعليقاً على اندماج مجموعة كتائب تحت مسمّى «الجبهة الإسلامية»، يردّ عناصر في «الدولة» و«النصرة» قائلين: «جمّعوا أنفسهم على أساس أنهم جبهة موحّدة، لكنّ قلوبهم مبعثرة». وبالسؤال عن موقفهم من حليفتهم، حركة «أحرار الشام»، يجيبون: «بارك الله فيهم. صادقين ثبّتهم الله، لكن اختراقهم سهل لأنهم حركة وليسوا تنظيماً كالجبهة».
مصادر قيادية في التنظيمين المتشددين تقول إن «مضمون أحاديث المجاهدين كانت صحيحة سابقًا، لكن الوضع تغيّر الآن». يؤكد أحد القياديين في «النصرة» لـ«الأخبار» «حصول حالات خذلان من قبل جيش الإسلام في بعض المواضع»، لكنّه يلفت إلى «عدم جواز تعميم ذلك على أصل العلاقة». وينقل أنّ «الشكوك وُضعت في الميزان»، كاشفًا بأنّ ممثلين عن «النصرة» و«الدولة» اجتمعوا إلى قائد «لواء جيش الإسلام» السابق الشيخ زهران علّوش في يبرود لتحديد طبيعة العلاقة في ما بينهم. وتشير المصادر إلى هواجس كانت تشغل قادة الجهاد في كل من «الجبهة» و«الدولة»، ولا سيما حول علاقة علّوش المعروفة بالنظام السعودي بسبب التمويل الضخم الذي يُزوّدونه به والثمن المتوقّع مقابل هذا التمويل. وتكشف المصادر أنّ هدف الاجتماع كان وضع النقاط على الحروف، و«اتّفقنا مع الشيخ زهران على أن يكون الحُكم إسلامياً دستوره القرآن والسنّة النبوية» بعد سقوط النظام. وأُبلغ علّوش رفض التنظيمين «أي إملاء أو قرار لا يتوافق مع جوهر الحُكم الإسلامي في دولة ما بعد الأسد». تُضيف المصادر، «وذلك ينسحب على معظم قادة المعارضة السورية المرتبطين بعلاقات مع دول خارجية (...) فليحتفظوا بصداقاتهم إن أرادوا، لكنّهم بالتأكيد لن يستثمروها على دماء المجاهدين».