تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى مفاوضات جنيف المرتقبة لتسوية الأزمة السورية؛ مشيرة إلى إمكان نسفها بسبب رفض "مجموعة الرياض" التواصل مع مجموعات المعارضة الأخرى.
جاء في المقال:
اتفق عدد من مجموعات المعارضة السورية على تشكيل وفد موحد للمشاركة في مفاوضات جنيف مع ممثلي السلطة السورية. ولكن هذا المسار ما زال متوقفا على موقف "مجموعة الرياض" الرافض لكل شيء، وحتى تنسيق الأمور العملية مع مجموعات المعارضة الأخرى. ولهذا السبب، بقيت التحضيرات للقاء جنيف تراوح مكانها. ولعل هذا السبب هو، الذي كان وراء تعطيل المفاوضات بشأن سوريا سابقا. ومن الممكن أن ينتهي الحوار الدوري المقرر بدؤه يوم 20 فبراير/شباط 2017 مرة أخرى من دون أي نتيجة، هذا فيما لو كتب له الانعقاد في حينه.
لقد تبين أن تشكيل وفد موحد يمثل المعارضة السورية للتفاوض حول تسوية الوضع في سوريا أمر مستحيل بسبب موقف "مجموعة الرياض"، التي يسمونها أيضا "المعارضة الخارجية" نتيجة الدعم والمساندة، التي تحظى بهما من العديد من اللاعبين الإقليميين والعالميين. وقد تحدث عن هذا الموضوع للصحيفة رئيس مجموعة "حميميم" إليان مسعد، وقال: "هم يقولون إنهم الممثل الوحي، الذي يعبر عن مصالح الشعب السوري، ويرفضون أي تنسيق مع فئات المعارضة الأخرى، في حين أن قادة مجموعات المعارضة الأخرى قد اتفقوا على تشكيل وفد موحد".
وأضاف مسعد: "نحن في إطار زيارتنا الأخيرة إلى موسكو أجرينا لقاءات ليس فقط مع وزير الخارجية الروسي، بل أيضا بين بعضنا بعضا. واتفقنا على تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية اعتمادا على مبدأ المساواة في عدد الممثلين لكل مجموعة"، كما قال إليان مسعد.
ومن الجدير بالذكر أن موضوع تمثيل المعارضة السورية في مفاوضات جنيف بدأ يتخذ طابعا بالغ الأهمية بعد تصريحات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا، الذي أكد أنه "إذا لم تتفق المعارضة فيما بينها حول تشكيل وفد تمثيلي موحد بحلول يوم 08/02/2017، فسوف أضطر إلى اتخاذ إجراءات جديدة، تتوافق مع نص قرار مجلس الامن رقم 2254"؛ موضحا أنه هو سيختار عناصر الوفد. كما أكد أن الجولة المقبلة من الحوار ستبدأ يوم 20/02/2017، وأنه ينوي البدء بإرسال الدعوات لحضور هذا اللقاء بعد 08/02/2017.
غير أن هذه التصريحات قوبلت برد فعل شديد اللهجة من قبل "معارضة الرياض". وكما قال للصحيفة عبد الإله فهد، الأمين العام للتحالف الوطني للمعارضة السورية، التي تدخل في "مجموعة الرياض"، فإن ذلك "استفزاز واضح، وإن مثل هذه التصريحات المتعلقة بالمعارضة والشعب السوري ككل، ليست من اختصاص ستيفان دي ميستورا، ولا تشمل صلاحياته قضايا تشكيل الوفود الى المفاوضات، وإن المعارضة قادرة على تشكيل وفد خاص بها".
عبد الاله فهد أكد أيضا عدم وجود أي اتصال أو تنسيق بين منظمته وبين مجموعات المعارضة السورية الداخلية، بما فيها مجموعات "حميميم"، "موسكو"، "القاهرة" وغيرها. ومن الجدير ذكره أن "مجموعة الرياض"، التي تمثل ما يسمى بالمعارضة الخارجية، قد رفضت أيضا الحضور إلى موسكو للقاء سيرغي لافروف يوم 27/01/2017في موسكو، والذي شارك فيه ممثلون عن فئات المعارضة الآخرين.
كما غادر ممثلو هذه المجموعة قبل الموعد جولة المفاوضات الأخيرة في جنيف في أبريل/ نيسان 2016، ومنذ ذلك الحين فشلت كل المحاولات لإحياء الحوار.
من جانبه، وفي مقابلة مع الصحيفة، أشار كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق بوريس دولغوف إلى أن موقف المعارضة الخارجية غير بناء. وقال إن "مجموعة الرياض" تعدُّ نفسها البنية الوحيدة التي تملك حق تمثيل المعارضة السورية في المفاوضات. وهذا ما يشي بشيء من الغطرسة، بسبب أن المملكة السعودية تساند ممثلي هذه المجموعة وتمولهم. ولكن مثل هذا الموقف لا يتوافق مع متطلبات الواقع الفعلي"، كما أكد بوريس دولغوف.