خبير: الانقلاب ربما جاء رداً على محاولة أردوغان الخروج من المستنقع السوري
رجّح الإعلامي التونسي الخبير في الشؤون التركية، نصر الدين بن حديد، أن تكون هناك أياد أمريكية تقف وراء محاولة الانقلاب الذي شهدته تركيا، لافتاً إلى أن الانقلاب قد يكون رد فعل على محاولة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخروج من الأزمة السورية.
وقال بن حديد، لـ "سبوتنيك"، إن "الانقلاب الذي جرى في تركيا وتم إفشاله الليلة الماضية، الذي جاء كرد فعل وليس فعلاً بحد ذاته، هو محاولة للوقوف ضدّ خروج تركيا من المستنقع السوري، اعتقد أن اليد الأمريكيّة بارزة جدا في الانقلاب.. قرار الخروج من المأزق السوري من قبل تركيا والتطلع إلى الانفتاح على المحيط السياسي، يزعج الأميركيين، ولذلك قلت إن اليد الأمريكية ربما تكون وراء الانقلاب".
وأضاف أن "الانقلابيين رفضوا أو عجزوا عن تقديم وجه يظهر في الإعلام لتلاوة بيان الانقلاب، ومن ثمّة عجزوا عن تحويل منجزهم العسكري على الأرض إلى تجسيد سياسي"، لافتاً إلى أنه كان هناك ارتباكاً وسط الانقلابيين منذ اللحظة الأولى، وهو أمر مغاير تماماً لكل الصور النمطية للانقلابات، علاوة على المنجز الاقتصادي الذي حققه أردوغان في التعبئة ضد الانقلاب.
وتوقع بن حديد أن يكون الردّ الأول للرئيس أردوغان يكمن في توقيف ومحاكمة الانقلابيين، ومن بعدها أو بالتوازي تطهير جهاز الدولة والجيش من أي نفس معارض، لافتاً إلى أن أردوغان بدأ بعزل مئات القضاة وجنرالات وضباط في الجيش ذوي الصلة بالانقلابيين.
وأكد بن حديد أن هناك مستوى من الوعي لدى الطبقة السياسية في تركيا بكاملها بأن الانقلاب "وبالا على الجميع".. وذلك انطلاقاً من التجارب السابقة التي شهدتها تركيا من قبل.
وأضاف أن هذا الوعي "دفع الأحزاب الكبرى إلى رفض الانقلاب وكذلك جماهيرها إلى الخروج إلى الشارع ، بمعنى أن هناك إجماع على أن الحياة السياسية أفضل من وضع الانقلاب".
وشهدت تركيا خلال الليلة الماضية، أحداثا متسارعة بدءً بإعلان انقلاب عسكري في البلاد، واستلام الجيش التركي زمام أمور البلاد، وصولا إلى توافد المئات من المواطنين إلى الشوارع استجابة لنداء أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة وجهها لمواطنيه.
وأسهم نداء أردوغان إلى جانب تدخل وحدات من القوات المسلحة التركية في فشل المحاولة الانقلابية، التي أدت إلى مقتل 161 شخصاً وإصابة 1440، إلى جانب اعتقال 2839 عسكرياً بينهم ضباط برتب كبيرة وعزل 2700 قاضياً. بحسب رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم.