المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

من الإعلام
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
مريم.. طفلة سورية تعلمت الصبر من قلب الآلام
كل شخص في سوريا فقد شيئاً يحبه في حياته...حتى لو ضحك ورأيته سعيداً، سيبقى بداخله كلما تذكره تألم وضعف... هي كلمات صدرت عن طفلة لم يتجاوز عمرها الثالثة عشرة...ولكن ظروف الحرب جعلت منها شابة قوية صامدة.

فقدت أغلى ما أملك…

مريم أبو فاضل، شاهدة على الحرب التي عصفت بمدينتها، حيث فقدت أغلى ما تملك، بيت الأسرة الذي دمرته قذائف الإرهاب مثل كثير من بيوت العائلات السورية.

تتحدث مريم، من محافظة حمص، لمراسل "سبوتنيك"، وتقول: فقدت أغلى ما أملك…وفقدت الحنان، والحب، والشعور بالأمان، لأنني ببساطة فقدت عائلتي، أمي كانت حامل بالشهر السادس وشقيقي كان في الصف الأول، أما والدي فكان مهندسا…

تكمل مريم: استشهدوا جميعاً نتيجة قذائف الإرهاب التي رميت على الحي، كنا نجلس لتناول الطعام، وطلب والدي أن أجلب له صحن الملح للرش على صحن الرز، فما أن وصلت لباب المطبخ حتى سمعت صوتا قويا جدا ولم أستيقظ إلا على صوت خالتي "أخت والدتي" في المشفى…استهدف منزلنا دون سابق إنذار وأصبت بجراح نقلت على أثرها إلى مشفى لتلقي العلاج.

كنت أتمنى…


وتقول مريم كنت أتمنى لو انني استشهدت معهم…فالذكريات تعيش معي، كنت في الماضي استيقظ من نومي على صوت والدتي…ولكن هذه المرة اختلف الحال، فأنا أراها في الأحلام فقط، أذهب كل أسبوع لأزورهم…أضع الورد على قبرهم وأشكي لوالدتي عن اشتياقي لها.

وتابعت "أفتقد أمي وأبي وأخي"، لتدخل في نوبة من البكاء الهستيري.

تندم مريم على أنها لم تلب طلب أخاها الصغير…حيث طلب منها علبة الألوان لكي يرسم، وهي رفضت لأنها هدية من والدها في عيد ميلادها العاشر…فتقول ريت الله يعيد عائلتي لي لكنت أعطيته علبة الألوان ولا جعلته يبكي في ذلك اليوم…

تعلمت الصبر…

تضيف مريم: تسعة أشهر من الألم كانت كفيلة بأن أجيد بها تعلم الصبر، لقد فكرت بعائلتي كثيراً وحبي لهم دفعني للبقاء قوية متماسكة، لذلك سأحقق ما كان يحلم والدي به وهو أن يراني صيدلانية… لما نظرت لصورة أبي وأمي أحسست بالأمان والتفاؤل، وهذا يعطنيي دافعا كبيرا للدراسة والاجتهاد ،لا أنكر أنني كنت كل ليلة أحلم بهم، ولكن قدري أن أعيش في منزل جدتي التي تجاوزت السبعين من العمر…

 مريم مثال للكل،  طفلة أرغمتها الحياة على تناسي الكثير من الفرح الذي نامت عليه لسنين وسنين، وارتسمت البسمة على وجهها واثقة أن ما حدث قضاء وقدر لا مفر منه، هذا حال السوريين من كبار وصغار فقدوا مقومات الحياة وأبسط حقوقهم وحتى الأحلام.

أنهت مريم حديثها ومسحت دموعها قائلة "في الوقت الذي يحتفل فيه أطفال العالم مع أمهاتهم في أجواء أسرية هادئة، فأنا أحتفل مع أمي عند قبرها ومثلي كثير من أطفال سوريا،

ولكنني متأكدة أن غدا أجمل ويحمل بطياته الكثير من التفاؤل والأمل ليس لي فقط بل للسوريين أجمع".

وتظل مريم نموذجا لمئات الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم جراء الحرب، في ظل صمت دولي جعل أطفال العالم يحتفلون مع أمهاتهم في أروع وأجمل الأماكن وأطفال سوريا يحتفلون على القبور…

23:27 2016/07/13 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل