الموت في القرى يختلف عنه في المناطق الأخرى، ففي المدن كانت القذائف المحشية بالشظايا والمغلفة بالحقد تخلف الضحايا والجرحى والدمار ويهرع المواطنون في جوار مكان انفجار القذيفة ليسعفوا الجرحى وينقلوا الضحايا بينما ما حصل في قرية الزارة بريف حماة وقبلها ريف اللاذقية كانت السيوف تحصد الأرواح وترمي الجثامين على جوانب المنازل في صمت ووحدة.
أصبحت القرية مسرحاً للسرقة والقتل الذي طال النساء والأطفال والشباب ومن نجا من الأطفال علقت في أنفه رائحة الدماء وطبعت في ذهنه صورة الضحايا من المزارعين الفقراء الذين حملوا المعول والجاروف الزراعي بدلاً من السلاح، واختفى بريق الحياة من عيون أطفالها، و كلاب القرية وقفت مزعورة بجانب أصحابها الموتى.
لم يدرك أطفالها العائدون من بساتين القرية الفرحين باللعب طوال اليوم، ما الذي كان مخبأ لهم في فجر تلك الليلة التي تعبق هوائها برائحة الموتى، فالمجزرة التي ارتكبها المسلحون التكفيريون راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى والمخطوفين، بحسب ما أكدته مصادر أهلية، على أيدي الإرهابيين الذين تسللوا من الرستن ومن الجنوب الغربي من قرية "حر بنفسه" إلى الزارة.
وعبر الناشطون عن غضبهم الشديد لعدم قيام المجتمع الدولي بإدانة المجزرة التي ارتكبها الإرهابيون بحق الأهالي كما اتهموا الإعلام العربي بعدم الحيادية والتستر على جرائم التكفيريين وامتناعه عن نشر أي معلومات عن المجزرة، إضافة إلى إلقاء اللوم على وزارة المصالحة الوطنية في سوريا كون المنطقة تشهد مصالحات وطنية.
وأضاف الناشطون أن مجزرة تكررت سابقاً في عدرا العمالية وريف اللاذقية وحماه وحمص، علماً أنه في اللاذقية مازال 150 مختطفاً من النساء والأطفال والعجزة أصبحوا دون دواء وعلاج و لم يعرف مصيرهم حتى الآن إن وقعوا ضحية بيع الأعضاء أم المرض أم أنهم أصبحوا عرضة للاغتصاب.