«واشنطن بوست»: المحادثات الأمريكية مع سوريا وإيران ستمثل منعطفا تاريخيا
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقترب من لحظات ربما تكون بمثابة منعطف تاريخي في السياسة الخارجية الأمريكية وذلك في إشارة إلى المحادثات المباشرة مع إيران وسوريا.
وأضافت الصحيفة الأمريكية في مقال تحليلي للكاتب ديفيد إغناتيوس أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد 6-10-2013 أن التغيير في الموقف الإيراني أو السوري مع الولايات المتحدة لم يكن متوقعًا قبل بضعة أشهر فقط، فنرى أن أوباما قد تحدث مباشرة مع نظيره الإيراني حسن روحاني حول سرعة التفاوض للتوصل إلى اتفاق للحد من البرنامج النووي الإيراني، وفي الشأن السوري، وافقت الولايات المتحدة وروسيا على خطة للأمم المتحدة بشأن تدمير مخزون الرئيس بشار الأسد من الأسلحة الكيميائية.
واعتبرت الصحيفة أن اعتقاد بعض المراقبين والمحللين السياسيين بأن هذه الدبلوماسية تدل على الضعف الأمريكي أو حتى الاستسلام هو اعتقاد خاطئ، فالولايات المتحدة ستكون أقوى، إذا تمكنت من خلق إطار جديد للأمن في الشرق الأوسط يشمل إيران ونزع فتيل النزاع الطائفي بين السنة والشيعة الذي يهدد المنطقة. وأوضحت أن أوباما في حاجة إلى التوصل إلى اتفاق يحقق تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعدم بناء قنبلة ويمنع أية قدرة سريعة على الاختراق، وسيترتب عليه أن تحد إيران من مستوى تخصيب اليورانيوم ليصل لنسبة 5 %، وتحد أيضًا من مخزونها من اليورانيوم المخصب.
وتابعت الصحيفة تقول "وخلال محاولة التوصل إلى هذا الاتفاق، يجب ألا تقتصر المفاوضات على مجموعة "5+1" (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين + ألمانيا )، بل يجب أن تضم الدول المجاورة مثل السعودية والبحرين والإمارات وتركيا ، فضلا عن إسرائيل؛ في الواقع، يجب أن يدعو أوباما زعماء المنطقة إلى كامب ديفيد في خريف هذا العام لاستكشاف هياكل أمنية جديدة لمنطقة الخليج".
وفي الشأن السوري، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن التنسيق الإقليمي قد يكون أكثر أهمية في سوريا، فمواصلة السعودية وقطر ضخ المال إلى المعارضة السورية التي يهيمن عليها الجهاديون، يماثل ملء بالون بالسم، فضلاً عن ذلك، يسارع المقاتلون الأجانب إلى سوريا للانضمام إلى الجهاد الممول جيدًا، بما في ذلك نحو 100 بريطاني وأكثر من 130 فرنسيًا وأكثر من 100 استرالي وما يصل إلى 800 سعودي، وهو ما يثير مخاطر عدة. وأكدت الصحيفة أن الطريق لتكون سوريا أكثر استقرارًا يمر عبر عقد المؤتمر الدولي حول سوريا في جنيف، إضافة إلى المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة وسوريا بشأن الانتقال السياسي، مرجحة أن ما وصفته بالكابوس السوري يمكن أن ينتهي، إذا وافقت كافة الأطراف بما في ذلك إيران على أن تكون هذه الفترة الولاية الأخيرة للأسد.
ومضت تقول "وعليه يجب أن تظهر المعارضة السورية المعتدلة، في مرحلة ما بعد الأسد، قدرتها على المساعدة في الحفاظ على مؤسسات الدولة، وهو ما يحتاج إلى المزيد من التنسيق والتعاون بين كافة الأطراف أيضا". وحذرت الصحيفة من أن ترك هذه العملية الحساسة إلى السعودية وقطر ودفاتر شيكاتهما التي تمول هذا الجهاد هو ضرب من الجنون وستكون عواقبه وخيمة.
واختتمت "واشنطن بوست"، قائلة: "إن التوصل إلى ما سبق يحتاج إلى تخلى هذه الدولة عن نزاعاتها، وإدراك أن الإطار الإقليمي الجديد سيستوعب الاحتياجات الأمنية لكل من الإيرانيين والسعوديين والإسرائيليين والروس والأمريكيين"، مؤكدة أن هذا الأمر إنما يمثل فرصة استراتيجية كبيرة، ولكنها سوف تتطلب توجيهات دبلوماسية ذات مهارة عالية.