«الإندبندنت»: «الجيش الحر» تفاوض سرًا مع مسؤولين بنظام الأسد
تساءل الكاتب البريطاني المخضرم روبرت فيسك في مقالة نشرتها صحيفة «الإندبندنت» يوم 30-9-2013 عمّا إذا كان هناك حل للصراع السوري، مشيرًا إلى أن «الجيش السوري الحر» يجري محادثات مع كبار المسؤولين في نظام الرئيس بشار الأسد، فيما وصفه الكاتب بالتقرب السري من الأسد الذي يمكن أن يعيد تشكيل الحرب كلها.
ويقول فيسك: إنه "قبل ستة أسابيع وصل رجلين سرًا على دمشق، وهما مدنيين من حلب يمثلان عناصر من «الجيش السوري الحر»، الذي يمثل أغلبية المقاتلين الذين انشقوا عن النظام في العام الأول لهذه الحرب. وجاءا وفقا لضمان بسلامتهما والتقيا بمسؤول رفيع من الدائرة المقربة لبشار الأسد، وحملا معهما مبادرة استثنائية، تقضي بأنه يمكن أن يكون هناك مفاوضات بين الحكومة و«الجيش الحر» الذي يؤمن بالحل السوري للحرب. وركز الوفد على أربعة نقاط: ضرورة أن يكون هناك حوار داخلي سوري، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وضرورة إنهاء وإدانة الصراع الأهلي الطائفي العرقي، ويجب أن يكون هذا أساس لسوريا ديمقراطية يكون السيادة فيها للقانون. ولم يكن هناك مطالب على الأقل في هذه المرحلة برحيل الأسد".
ويتابع فيسك قائلاً إن الرد جاء سريعًا على ما يبدو: يجب أن يكون هناك حوار داخل الوطن السوري، وبدون شروط مسبقة، وضمان رئاسي بسلامة أي من رجال «الجيش السوري الحر» المشاركين فيه. والآن، يتابع فيسك، يبدو أن هناك تطورًا آخر يجري، وهو أنه في سبعة مناطق يسيطر عليها رجال المعارضة في حلب، التي تقع أغلبها تحت سيطرة «الجيش السوري الحر»، عاد العاملون المدنيون إلى العمل في مكاتبهم، وافتتحت من جديد المدارس والمؤسسات الحكومية. والطلاب الذين أصبحوا رجال ميليشيات في العامين الماضيين سيتم نزع سلاحهم ويعودون لدراستهم.
ويمضي الكاتب البريطاني قائلاً إنه منذ عدة أشهر فإن المسؤولين المؤيدين للنظام استكشفوا كيفية استعادة المنشقين عن الجيش لجانبهم، وقد أدى صعود «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة إلى شعور الآلاف من «الجيش الحر» بأن ثورتهم قد سرقت منهم. وفى مناطق بحمص، أصبح حقيقة أن الصراع بين الجيشين «الحر» والنظامي توقفت تقريبا. والمزايا التي سيستفيد منها الأسد واضحة، فلو كان من الممكن إقناع رجال «الجيش الحر» بالعودة على صفوف الجيش النظامي بسلامة تامة، فإن مناطق كثيرة من التي يسيطر عليها المعارضة ستعود لسيطرة الحكومة دون إطلاق نيران، ووجود جيش معزز لمن فروا منه من قبل سيمثل تحولاً ضد «النصرة» والجماعات المرتبطة بـ«القاعدة» باسم الوحدة الوطنية.