المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

من الإعلام
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
المخرج نجدت أنزور يواجه داعش عبر السينما
الفيلم الأول الذي دخل به المخرج أنزور في مواجهة ضد داعش سينمائياً فهو اتخذ من كاميراته سلاحاً لمواجهة مشروع التطرف الذي يجتاح سورية والمنطقة بأبشع صوره حيث تحول العرض إلى قضية بحد ذاتها تبناها لتروي حكاية وطن يتألم وتكشف ظاهرة الإرهاب البشعة.



الأحداث تدور في سورية وما يحدث من قتل وتدمير واغتصاب وتهجير تملك تكفير على أيدي داعش تحت اسم الدين فيعرض الفيلم قصة وطن تدمر وأم ثكلى وفتاة تتألم وطفل بكى قبل أن يضحك وفي الوقت نفسه يبعث رسائل هامة للمجتمع " الإسلام المعتدل الفكر المتطرف الخلايا الإرهابية.

استطاع المخرج أنزور في فيلمه نقل أجواء التنظيم الإرهابي من خلال تكوينات بصرية جالت في خفايا وكواليس الإرهاب الدولي ناقلة صوراً واقعية من ممارسات الظلاميين والمتطرفين التي يفرضونها على المناطق التي يسيطرون عليها من تكفير وإحراق للكتب واغتصاب للنساء وللأطفال وفرض مناهج تعليمية باسم الدين بعيداً عن أي منطق إنساني أو علمي.

استغرق عمل الفيلم أربعين يوماً وتم تصويره من المناطق الدمشقية منها كيوان وبساتين العدوي لينتهي التصوير على خطوط النار في درايا التي تضمنت التصوير الرئيسي.

يقول أنزور لـ «سبوتنيك» الفيلم يعكس طريقة تفكير هؤلاء الإرهابيين، ونشأتهم وما يتركه ذلك التفكير من آثار سلبية مدمرة للمجتمع».

ويشير أنزور حيث تم التركيز على إنسانية الإنسان، إضافة للرسائل الهامة التي نريد تأكيدها من خلاله، مفادها أنّ الدين الذي يدفعك لقتل الناس من أجل رفع رايته ليس ديناً، والإله الذي يدفعك للقتل لكي تنال رحمته ليس إلهاً، حتى الذين يصنَّفون على أنّهم وسطيون في فهمهم للدين، يحملون مفاهيم مغلوطة عنه.

ويضيف مخرج الفيلم تمت ترجمة الفيلم إلى بعض اللغات العالمية ليتسنى عرضه في عدد من دول العالم.

ونوّه نجدت أنزور بأن اختيار الأبطال تمّ بناءً على قدراتهم الفنية وأدائهم المهني المشهود له، من فايز قزق إلى رنا شميس وزيناتي قدسية. فيما المعضلة كانت في اختيار الأطفال. ويضيف: «تم اختيار الأطفال من بين 500 طفل وطفلة تقدّموا إلى الاختبار، ثمّ تدرّبوا في دورة مكثّفة على أيدي مجموعة من الفنانين على رأسهم المخرج عروة العربي.

ويؤكد نجدت أنزور أنّ رسائل الفيلم متعدّدة، إذ يحكي عن فسيفساء المجتمع السوري، ومحاولة الغرب تخريبه. وتأتي محاولة الفيلم لنقل رسائل عسكية، مفادها أن هذا التخريب سيمتدّ ويصل إليهم. فالنار لا يمكن أن تلتهم البيت السوري فقط، إنما ستلتهم كلّ ما حولها. وهم معرّضون لها في العقود المقبلة إن لم يتنبهوا ويعيدوا صوغ مجتمعاتهم. فالمهاجر اليوم لا يندمج بالمجتمعات الغربية، إنما يبقى على الهامش. لذا من السهل اصطياده وتوجيهه بشكل خاطئ لتنفيذ أجندات سياسية.



وأضاف أنّ فيلم «فانية وتتبدّد» يعكس وجهة نظر فنّية عن «داعش»، لا كما يُعرض على «يوتيوب» أو في الواقع.

إذ يتدخّل العنصر الفني ليقدّم «داعش» في مشهدية فنية مختلفة عن النمط التقليدي، الذي أراد التنظيم الإرهابي أن يقدّم نفسه به.

ويقول نجدت أنزور: "نعيش مع الفيلم تفاصيل فنية راقية، وفي الوقت نفسه نشهد رسائل عدّة هامة، مفادها أنّ لدينا إسلاماً معتدلاً وهو المعاش في سورية، وهناك تطرّف يحاول تشويه هذا الاعتدال، كما يوجد بينهما رأي مختلف عنهما، وصوّرت هذه الفئات بخطوط متوازية وعبّرت عن وجهات النظر المتعدّدة إزاء الأزمة بشكل عام، وتركت النهاية مفتوحة للقول إننا لا يمكن أن نقضي على هذا الإرهاب بفيلم ونصور النهاية سعيدة، لأن النهاية ليست سعيدة بكافة الأحوال، حتى وإن كان النصر حليفنا، فهي حزينة كون هذه الحرب خلّفت دماراً للبلد.."


08:34 2016/02/02 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل