جريمة قتل من أجل فتاة تؤجج مشاعر معاداة اللاجئين في السويد
طعن الفتى السوري أحمد مصطفى الحاج علي زميله اللتواني أرميناس بيلكاس بسكين فأرداه قتيلا على خلفية شجار سببه فتاة، مما أثار مشاعر العداء والكراهية ضد اللاجئين العرب في السويد.
ووقعت جريمة القتل غير المبررة هذه والتي سببها فتاة زميلة، الاثنين 11 يناير/كانون الثاني في مدرسة غوينج في بلدة بروبي جنوب العاصمة السويدية ستوكهولم، إثر خلاف سابق بين الفتى أحمد الذي قدم من درعا السورية، وزميله أرميناس الذي وفد بدوره من لتوانيا.
ولدى نشوب العراك بين الزميلين، سارع رفاقهما بتصوير ما يحدث على هواتفهم المحمولة، حيث يظهر أحمد وهو يتلقى الصفعات والإهانات من زميله أرميناس.
وبعد الخلاف والعراك، أقدم أرميناس وصحبه على نشر ما سجلوه على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى احتدام غيظ أحمد واستحواذ فكرة الثأر والانتقام على خلده ليرد اعتباره أمام نفسه والآخرين. وبعد أن ترصد أحمد غريمه، تحين الفرصة واستحكمه بطعنة سكين حاد أشهره من جيبه ليرديه قتيلا.
من المسؤول؟
وأعرب والد أحمد الذي قدم من درعا منذ زهاء عامين، عن أسفه الشديد وحزنه لما حدث، وما كانت نتيجته وفاة شاب، ودخول آخر السجن.
كما اعتبر والد الجاني أن جانبا من المسؤولية عن هذا الحادث يقع بالدرجة الأولى على المدرسة ومن ثم على الشرطة ومكتب الشؤون الاجتماعية، نظرا لأن الجهات المذكورة لم تكترث على النحو المطلوب ولم تهتم بالخلاف الذي وقع بين الشابين وتعمل على تسويته.
ويؤكد والد أحمد أنه حاول كثيرا تهدئة ابنه وإقناعه بأنه سيأخذ حقه بقوة القانون، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع أبدا أن تتطور المشكلة إلى هذا الحد وتأخذ منحاها الخطير الذي خلصت إليه.
قضية اللاجئين
ولم يستبعد الأب توظيف هذه الواقعة واستغلالها في تأليب الرأي العام السويدي ضد اللاجئين، وكان ظنه في محله حيث استغلت مجموعات مناهضة للهجرة هذا الحادث وعكفت على تسخيره في بث مشاعر الكراهية ومعاداة اللاجئين، وإظهارهم بصورة الهمجيين الذين يبحثون فقط عن المتاعب.
عناصر المجموعات المعادية للاجئين أحسنت استغلال الواقعة وأفلحت في تقديم الفتى المقتول أرميناس، بطلا وضحية لجرائم الدفاع عن الشرف، حيث سقط وهو يذود عن كرامة زميلته، على حد زعمهم.
وفي هذا السياق، تجند مئات الأنصار والمدافعين عن الفتى اللتواني وأطلقوا حملة تعبئة وتشهير على مواقع التواصل الإجتماعي، وتركوا تغريدات بالإسبانية والإنجليزية والألمانية أظهرت مدى الغضب الذي اجتاح الكثيرين إثر مقتل أرميناس على يد لاجئ عربي.
وعلى خلفية هذه الحملة الشعواء، بات أمن وسلامة اللاجئين أو المهاجرين من أصول عربية في خطر، إذ هم بعد ذلك أصبحووا عرضة لانتقام المتطرفين، وفق ما أوردته بعض التقارير المحلية.
الخوف من مشاعر الكره والانتقام حملت عائلة أحمد على الانتقال من منزلها تجنبا لردات فعل عنيفة محتملة، خاصة وأن الجريمة قد وقعت بعد أسبوعين على حادث التحرش الجنسي الجماعي الذي تعرضت له مئات الألمانيات ليلة رأس السنة الجديدة وأثار موجة عارمة من الغضب الشعبي والتذمر في أوروبا قاطبة.
وعليه، فيبدو أن هذا الحادث سوف يشكل صفحة جديدة يدونها كتاب ترحال اللاجئين والمهاجرين من أصول عربية، والذين تركوا أوطانهم بحثا عن الحرية وحياة أفضل، فيما أن الأقدار على ما يبدو تحضر لهم مصائر مغايرة لتلك التي كانوا يتمنونها قبل أن يقصدوا بلاد اللجوء والمهجر.