طهران تقترح الحوار ومكافحة الارهاب لحل الأزمة السورية
أكدت طهران أن سياستها في ما يتعلق بالأزمة السورية قامت منذ بدايتها على أساس مبادئ ثلاثة، أهمها احترام ارادة الشعب السوري، وعدم التدخل الأجنبي في شؤونه، ورفض استخدام الإرهاب كأداة لبلوغ أهداف سياسية. واقترحت في مقال كتبه وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف، لـ"السفير"، تحت عنوان "سبل الخروج من الأزمة السورية"، عدة خطوات تمهيداً للحل السلمي المطلوب. واعتبر ظريف في مقاله أن "الأزمة السورية دخلت مساراً جديداً إثر التطورات الأخيرة وبعد اجتماعي فيينا (1 و2)، ولاحت لأول مرة في الأفق بوادر أمل، ولو ضعيفة، لوضع نهاية لواحدة من أكبر الكوارث البشرية في الحقبة المعاصرة". ورأى ان حل هذه الأزمة المستمرة منذ خمس سنوات ينبغي ان يقوم على مبادئ، أبرزها يتعلق بضرورة احترام ارادة الشعب السوري ورأيه، و"لا يحق لأي من اللاعبين الأجانب التحدث باسم هذا الشعب". ولفت وزير خارجية إيران في مقالته، الانتباه إلى أن الخطوة الأولى في مسار الحل تتمثل في الوقف الفوري لإطلاق النار ووضع حد لإراقة الدماء، والتنسيق الدولي الشامل لمكافحة الإرهاب والتطرف. واعتبر أن هذه الخطوة ستمهد لمسيرة الحوار السوري- السوري بهدف التوصل الى توافق سياسي وتحقيق المصالحة الوطنية. وشدد ظريف على "جميع اللاعبين، الشركاء في مسيرة وضع نهاية للأزمة، وضع حد للسياسات العقيمة وغير الفاعلة القائمة على أساس إستغلال الإرهاب، وفرزه إلى جيد وسيئ، ويجب اعتبار كل أشكال الإرهاب منبوذة"، مشيراً الى دور السعودية ودول أخرى في تنمية الارهاب ودعمه وتمويله، بالقول "على اللاعبين الذين أنفقوا المبالغ الطائلة وقدموا الدعم للمجموعات الإرهابية وجعلوا، بممارساتهم وسياساتهم، سوريا والمنطقة والعالم تعيش في حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن، وضع نهاية لسياساتهم في هذا الصعيد". وأكد أن "الأولوية هنا هي الامتناع عن شراء النفط الذي يبيعه (داعش)، ووقف التحويلات المالية لهذا التنظيم الإرهابي، والحيلولة دون دخول الإرهابيين الأجانب إلى المنطقة". وربط رئيس الديبلوماسية الإيرانية بين المحاربة الشاملة للارهاب وعلى الأمد الطويل، وبين ضرورة إيجاد "سبل حل شاملة وعميقة اجتماعية وثقافية واقتصادية"، معتبراً ان دون ذلك "ستبقى الحلول العسكرية، بل وحتى السياسية مؤقتة وغير دائمة". وشدد ظريف على محاربة الاسلاموفوبيا والتوقف عن توجيه الاهانات للمقدسات الاسلامية في الغرب، مشيراً الى ضرورة "وضع نهاية للترويج للأسس الثقافية للفكر التكفيري الذي تصرف الأموال الطائلة لتسويقه إلى أرجاء العالم باسم الدين الإسلامي". كما لفت الانتباه الى أن "الضرورة التي لا يمكن تجنبها تتمثل في سد الإحتياجات الفورية للاجئين خارج سوريا والنازحين داخلها".