داعش في سوريا.. كاميرون يتخلى عن قصفه جوا وأوباما لا ينوي مجابهته براً
ذكرت مصادر في الحكومة البريطانية أن رئيسها ديفيد كاميرون تخلى عن فكرة طرح مشروع أمام مجلس العموم يجيز لقواته توجيه ضربات جوية لمواقع داعش في سوريا.
ونقلت صحيفة "تايمز" عن مصادر حكومية لم تسمها أن كاميرون عزف عن هذه الفكرة إثر فشله في إقناع العدد المطلوب من نواب المعارضة الليبراليين بها. وتأتي هذه التسريبات منسجمة مع تقرير للجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، صدر الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني، يوصي فيه الحكومة بـ " تجنب توسيع العمليات العسكرية البريطانية لتشمل سوريا ما لم تتم صياغة استراتيجية دولية متكاملة تتمتع بأمل واقعي لدحر تنظيم الدولة الإسلامية ووضع حد للحرب الأهلية الدائرة في سوريا". ومضى التقرير للقول "بغياب هكذا استراتيجية، فإن القيام بعمليات فقط من أجل إشباع الرغبة في عمل شيء ما زال يفتقر إلى الوضوح". كما دعت اللجنة في تقريرها الحكومة لشرح الكيفية التي سيحسن بها التدخل البريطاني في سوريا من حظوظ التحالف الدولي في التغلب على "الدولة الاسلامية".
وقال رئيس اللجنة، النائب المحافظ كرسبين بلانت، إن "تنوعا مفزعا" من اللاعبين الدوليين متورطون في سوريا والعراق، وإن "التدخل الروسي الأخير لصالح حكومة الرئيس الأسد زاد في تعقيد المشهد". وأضاف "من الضروري جدا إيجاد آلية للتنسيق بين هذه القوى المختلفة تحت مظلة استراتيجية متكاملة، وعلينا تركيز جهودنا نحو بلورة هكذا استراتيجية". وتعتبر هذه التوصية ضربة لرئيس الحكومة ديفيد كاميرون الذي قال إنه يرغب في فعل المزيد للتصدي لداعش في سوريا وإنه يسعى للحصول على موافقة مجلس العموم على ذلك.
يذكر أن بريطانيا تشارك فعلا في الحملة الجوية التي تستهدف تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في العراق، كما تشارك في تزويد حلفائها بالمعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها طائراتها فوق الأراضي السورية.
من جانب آخر اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن خطة نشر عشرات من أفراد القوات الخاصة الأمريكية في سوريا لتقديم المشورة لقوات المعارضة التي تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية لا تخالف تعهده بعدم نشر "قوات على الأرض" في الصراع السوري. وقال أوباما في مقابلة مع برنامج (إن.بي.سي نايتلي نيوز) في أول تصريحات تتعلق بنشر القوات منذ الإعلان عن ذلك الجمعة الماضي "ضع في الاعتبار أننا قمنا بعمليات خاصة بالفعل وهذا في حقيقة الأمر مجرد امتداد لما نحن مستمرون في القيام به". وأضاف "نحن لا نضع قوات أمريكية على جبهات قتال تنظيم الدولة الإسلامية... كنت متسقا دوما في أننا لن نقاتل كما فعلنا في العراق من خلال الكتائب والغزو. هذا لا يحل المشكلة".
وعند إعلان عملية النشر قال البيت الأبيض إن القوات ستكون في مهمة "للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة" وإن العدد سيكون أقل من 50 فردا.
ويمثل نشر قوات أمريكية على الأرض تحولا بعد أكثر من عام على اقتصار المهمة في سوريا على الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقبل العام الماضي استبعد أوباما الذي يعارض إرسال قوات إلى حروب الشرق الأوسط إرسال قوات برية أمريكية إلى سوريا. وخلال خطاب تلفزيوني للأمة في سبتمبر/ أيلول 2013 قال أوباما "لن أرسل قوات أمريكية على الأرض في سوريا". وخلال العام المنصرم أكد أيضا أنه لن يرسل قوات "قتالية" إلى هناك.
وتتعرض إدارة أوباما لضغوط من أجل تكثيف الجهود الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية لا سيما بعدما استولى التنظيم المتشدد على مدينة الرمادي العراقية في مايو/ أيار وعقب إخفاق برنامج الجيش الأمريكي في تدريب وتسليح الآلاف من المعارضة السورية.