المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

من الإعلام
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
أردوغان بعد الانتخابات: تحديات الميدان السوري
أعطت صناديق الاقتراع في تركيا كلمتها لـ «حزب العدالة والتنمية»، لإمكانية تشكيل حكومة منفرداً. أما على الشريط الحدودي مع سوريا، فتطورات الميدان العسكري تمنع أن يكون قرار مصير الشمال السوري بيد جهة واحدة، بسبب مواصلة الجيش السوري، بالتعاون مع القوى الجوية الروسية، تقدمه في ريف حلب، والتنسيق بين «وحدات حماية الشعب» الكردية عسكرياً مع قوات التحالف الدولي وسياسياً مع روسيا، إضافة إلى التواصل والتنسيق غير المعلن بين قيادات كردية والحكومة السورية.
ويوضح مصدر مطلع، لـ «السفير»، كيف تعامل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الدولة السورية في محاولته السيطرة على طرفي الحدود المشتركة، ويقول: «تملك القيادة السورية منذ ستينيات القرن الماضي ورقة راهنت عليها القيادة السياسية الحالية في سوريا لمثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، ولكن أردوغان سحبها، وهي الحزام العربي على الشريط الحدودي، وهي الخطة التي نفذها حزب البعث على مراحل في الجزيرة السورية لينهي التواجد الكردي وليحل محله العربي».
ويضيف المصدر: «اعتمدت الحكومة التركية على تعزيز العلاقات العشائرية والقرابة والنسب بين العشائر على طرفي الحدود، وبدل أن يكونوا حراسا للحدود، كانوا أول من فتح الحدود للمجموعات المسلحة، وخسرت القيادة السورية كامل الشريط الحدودي على مراحل منذ بداية الحرب في العام 2011 وما بعدها».
وأشار المصدر إلى انه مع تمدد النار في شمال سوريا، من المنطقة الشرقية وتداخلها مع العراق وصولا إلى ريف حلب الشمالي، ودخول «وحدات حماية الشعب» الكردية وغيرها من المجموعات المقاتلة في المنطقة الشرقية على خط الحرب بالقرب من الحدود السورية ـ التركية، خسر أردوغان الحزام العربي الذي ألبسه «عباءة الخلافة الإسلامية»، فقد سيطر الأكراد على كامل الشريط الحدودي بطول 600 كيلومتر وفي الشمال الشرقي للداخل السوري .
ويعتبر المصدر أن الحكومة التركية التي ستشكل قد تكون أمام خيارين بالنسبة للشريط الحدودي مع سوريا، فإما حزام كردي مدعوم سياسياً من روسيا وعسكرياً من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، أو حرب داخلية في تركيا تأخذها إلى فوضى عارمة مع تزايد عدد المسلحين الهاربين من المعارك في ريفي حلب وإدلب، إضافة إلى ما يقارب من مليوني نازح تغلغلوا في الداخل التركي ولا يعرف أردوغان من منهم مع القيادة السورية ضمنياً، إضافة إلى فتح طريق العودة إلى سوريا من بوابة التعاون مع الحكومة السورية وتقديم أي تعاون داخل تركيا في المرحلة المقبلة .

ومع إعلان فوز أردوغان في الانتخابات كانت «وحدات حماية الشعب» غيرت خطتها من عبور غرب الفرات إلى أماكن تواجد حلفاء تركيا في جرابلس ومنبج والباب إلى حملة عسكرية مفاجئة لكل التوقعات ومحاصرتها بلدة الهول شرق الحسكة والمحاذية للحدود العراقية، والتي تعتبر بوابة الشدادي، المعقل الأهم لتنظيم «داعش»، مخالفة بذلك كل التوقعات بالتقدم نحو الرقة. ويعتبر المصدر أنه بهذه المعركة سحبت الورقة التي كان يلوح بها أردوغان وهي ضرب «الوحدات الكردية» إن اقتربت من غرب الفرات، وقد أعطى أردوغان إشارة إلى تلك الخطة، بعد ضربتين عابرتين للطيران التركي في عين عيسى وتل أبيض قبل الانتخابات.
ويشير المصدر إلى أن الحسابات الميدانية ستتغير بعد الانتخابات. ويقول: «الحدود العراقية ستغلق نهائيا بعد سقوط منطقة الهول المتوقع، وبعدها مدينة الشدادي ومنها دير الزور وصولا إلى الميادين والبوكمال وبوابة التنف، ويكون بذلك بقي منفذ وحيد للمجموعات المسلحة، وهو الارتداد خلفاً من البادية إلى الرقة ومنها إلى تركيا وزاوية الشمال السورية، والتي قد تتجه إليها أيضاً جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش التركمان هاربين نتيجة المعارك مع الجيش السوري والطيران الروسي». ويقول إن «الأمور قد تتمدد إلى الداخل التركي، حيث من الممكن أن يقوم حزب العمال الكردستاني بإشعال معارك في ديار بكر وآمد، لتصل إلى العمق التركي».

وقد دخلت إلى ساحة المعركة في المنطقة الشرقية «قوات سوريا الديموقراطية»، التي أعلن عنها بداية تشرين الأول في بيان، متخذة خريطة الجمهورية العربية السورية الرسمية بالإضافة إلى لواء اسكندرون شعاراً لها، مع استخدام اللغة العربية والكردية والسريانية في كتابة اسمها. وبحسب المصدر فقد تشكل هذه القوات حالياً رأس الحربة في حملة على منطقة الهول التي تقع قرب الحدود العراقية، حيث أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية»، في بيان مسجل، انطلاق حملتها العسكرية في ريف الحسكة الجنوبي، بهدف تحرير كامل المنطقة من تنظيم «داعش»، وان هدفها المقبل استكمال عمليتها العسكرية إلى كل المناطق السورية.

14:35 2015/11/03 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل