أكد عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري "باريش ياركاداش" إن الميليشيات المسلحة في سوريا، ومنها تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة"، حصلت على غاز السارين من تركيا واستخدمتها في أماكن مختلفة من الأراضي السورية. وفي تصريحات إعلامية، قال ياركاداش "إن التحقيقات التي أجرتها الأمم المتحدة في سورية تحدثت عن امتلاك واستخدام داعش لغاز السارين.. ونحن سنثبت قريبا أن تنظيم داعش حصل على هذا الغاز من تركيا كما سنثبت تورط بعض أجهزة الدولة التركية وربما شركات خاصة في هذه الجريمة الكبرى"، داعيا حكومة النظام الأردوغاني إلى الاستقالة فورا حال إثبات هذه المعلومات الخطيرة.
وبدوره، قال الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري "كورسال تكين" أن حكومات العدالة والتنمية جعلت تركيا جزءا من مستنقع الإرهاب في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن نظام أردوغان وحكومة داود أوغلو وأجهزتها المختلفة شريكة في الجرائم التي ارتكبها عناصر داعش في تركيا حيث كانت على علم بكل تحركات الإرهابيين الانتحاريين منذ عودتهم من مخيمات التدريب في سوريا.
كلام المعارضة التركية يأتي متوافقاً مع التقارير التي نشرتها صحيفة "جمهوريت" التركية الصيف الماضي عن دعم النظام التركي للعديد من الميليشيات المسلحة في سوريا، وإرسال السلاح إليها ضمن ما أسمته الحكومة التركية في وقت سابق بـ "قوافل الإغاثة الإنسانية"، كما إن الكاتب الأمريكي "سيمون هيرش" تحدث في مقال نشرته مجلة لندن ريفيو اوف بوكس العام الماضي حمل عنوان "الخط الأحمر" عن الدور الخطير الذي لعبه رئيس النظام التركي رجب أردوغان ونظامه في الهجوم الكيميائي الذي شهدته مناطق شرق العاصمة السورية في الـ 21 من شهر آب /أغسطس من العام 2014، والذي رح ضحيته عدد كبير من الأطفال والنساء.
وبرغم إن النظام التركي يحاول أن يصور نفسه كنظام محارب للإرهاب من خلال مساواته بين تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني بحرب شنها أردوغان بعيد تفجيرات منطقة سروج التركية، والتي استهدفت تجمعات للأحزاب الكردية المعارضة لأردوغان، إلا أنه أوقف حربه ضد التنظيم بعد تقديمه تعهدا لأمريكا بعدم شن حرب منفردة على داعش، في حين إنه حافظ على استهداف مواقع حزب العمال الكردستاني حتى بعد أن أعلن الحزب الكردي وقفا لإطلاق النار من طرفه ضد الجيش التركي في محاولة لدعم الأحزاب الكردية، الأمر الذي يكشف الطريقة التي يتعامل بها حزب العدالة والتنمية مع ملف الإرهاب لخدمة مصالحه الانتخابية، ومساعي أردوغان لتعديل الدستور بما يضمن سلطويته لأطول فترة ممكنة في تركيا، مستخدما داعش، كأقوى أوراقه لخوض الانتخابات.