استعرض تقرير لصحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر الأربعاء 08/04/2015 الأوضاع المأساوية في مخيم اليرموك الفلسطيني الواقع بالقرب من دمشق بعد أن دخل مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أجزاءً من المخيم.
ويعرض التقرير الذي أعده مجدي سمعان ولويزا لوفلاك في القاهرة وروث شيرلوك في بيروت حالة محمود الذي أصيب برصاص قناص من مسلحي «الدولة الإسلامية» وقال له الأطباء إن لديه أيامًا معدودة في الحياة، مضى على ذلك سنة كاملة وما زال على قيد الحياة، لكن إلى متى؟
كان عدد سكان مخيم اليرموك يبلغ 160 ألفًا قبل بداية النزاع المسلح، لكن لم يبق فيه الآن سوى 18 ألفًا، هم أفقر سكانه، الذين لم يستطيعوا أن يغادروا. مات المئات بفعل الأمراض وسوء التغذية والجفاف، منذ بدء حصار جيش نظام بشار الأسد له.. يذكر التقرير أحد عمال الإغاثة السوريين، الذي يقيم بالقرب من المخيم. هو من نقل صور محمود للصحيفة، وقال إن أمامه أيامًا معدودة ما لم يتلق العلاج اللازم، لكن تهريبه من المخيم ليس متاحًا. ويقول عامل الإغاثة إن شقيق محمود يأتي إليه ويتوسله أن يساعده، فيعطيه ما يملك من طعام وأدوية، لكن لا يتوفر منها الكثير. فلسطيني آخر طلب عدم ذكر اسمه يصف أوضاعًا مشابهة "لا غذاء ولا ماء ولا رعاية صحية بعد أن غادر الأطباء المخيم". لم تتمكن أي قافلة إغاثة من دخول المخيم منذ شهر ديسمبر/كأنون أول الماضي. يقول سكان مخيم اليرموك إن «الجهاديين» باتوا يسيطرون على 80 في المئة من المخيم. وتقول شبكة المجتمع المدني الفلسطينية في سوريا إن منطقة المخيم تعرضت إلى 23 هجومًا بالبراميل المتفجرة وست غارات جوية من قبل قوات النظام التي استهدفت مواقع فصائل فلسطينية معارضة. وتظهر صور من المخيم الدمار الذي لحق به نتيجة قصف قوات النظام له، وتظهر بنايات تحولت إلى هياكل. وكانت الأوضاع في مخيم اليرموك قد لفتت انتباه العالم بعد نشر صور لآلاف اللاجئين ينتظرون وصول مساعدات تكفي للمئات فقط، ولكن لم تؤد هذه الصور الصادمة إلى أي تغيير في وضع المخيم.