نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية في عددها الصادر الجمعة 20/03/2015 تقريرًا عن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) تحت عنوان "الحياة تحت حكم «الدولة الإسلامية»: التنظيم مستمر طالما استمر تفرق أعدائه".
التقرير الذي أعده باتريك كوبيرن هو عبارة عن الجزء الخامس من سلسلة مقالات توضح بنية التنظيم وكيفية سير المعارك التي يخوضها ونقاط القوة والضعف فيه. ويقول كوبيرن إن التنظيم ربما يكون قد توقف مؤخرًا عن التمدد والسيطرة على مزيد من الاراضي لكن في الوقت نفسه لم تفلح الضربات الجوية التي استمرت عدة أشهر في تقليص الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا العام الماضي. ويوضح كوبيرن أن 2500 ضربة جوية وجهت للتنظيم حتى الأن أثرت على البنية التحتية في الأراضي التي يحكمها وعلى مواقعه العسكرية وإمكاناته الاقتصادية. وينتقل كوبيرن للمقارنة بما يجري في تكريت حيث يشن أكثر من 25 ألف جندي عراقي مدعومين بمقاتلي الميليشيات الشيعية هجومًا مستمرًا على المدينة دون أن ينجحوا في السيطرة عليها حتى الآن رغم أن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية تؤكد أن عدد مقاتلي التنظيم في هذه المدينة الصغيرة لا يتعدى بضعة مئات. ويعتبر كوبيرن أن معركة تكريت توضح بجلاء أهم أسباب قوة تنظيم «الدولة الإسلامية» وهو تفرق أعداءها. ويوضح أنه في هذه المعركة يشارك في قوة الهجوم نحو 20 ألف مقاتل متطوع ضمن الميليشيات وهم يقاتلون بدعم وإشراف وقيادة إيرانية خالصة وبقية القوة المهاجمة هم جنود عراقيون نظاميون وبينما يطالب هؤلاء بدعم جوي أمريكي تقول واشنطن إنها لم تتلق طلبا بذلك وانها لا تشن غارات جوية حاليا لدعم التقدم البري نحو تكريت. ويقول كوبيرن إن واشنطن تخشى من أن تتحول طائراتها إلى مدفعية جوية تدعم «التطهير العرقي» الذي تقوم به الميليشيات الشيعية ضد السنة في العراق. ويخلص كوبيرن إلى أنه باستطاعة التنظيم أن يجند ويدرب ويسلح الآلاف لكن استمراره يتوقف فقط على مدى وحدة أو فرقة أعداءه وإمكانية أن يقوموا بشن حرب يقتطعون فيها أجزاء من أراضيه.