«التايمز»: شهادة مروعة عن تعذيب الرهائن الأجانب لدى تنظيم «الدولة الاسلامية»
نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية في عددها الصادر الاثنين في 16/03/2015 تقريرًا خاصًا عن الرهينة الإسباني السابق لدى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) خافيير اسبينوزا الذي كان واحدًا من عدد قليل من الرهائن الأجانب الذين استطاعوا النجاة من قبضة هذا التنظيم.
ويروي اسبينوزا في هذا التقرير تفاصيل جديدة عن المعاملة المروعة التي تعرض لها خلال أسره مع عدد من الرهائن الغربيين المحتجزين لديه. وكشف اسبينوزا خلال المقابلة عن أن "المتشددين كانوا قساة جدًا مع الرهائن الذين كانوا يحاولون الهرب من محبسهم"، موضحًا أن 4 رهائن غربيين حاولوا الفرار إلا أنهم فشلوا، ومنهم الامريكي جيمس فولي (الذي قطع رأسه في آب/اغسطس 2014)، والبريطاني جون كانتالي (ما زال محتجزاً لدى التنظيم) والفرنسي نيكولاس هينين (الذي أطلق سراحه في نيسان/ابريل) ودانيال راي (المصور الصحافي الذي أطلق سراحه في حزيران/يونيو). وقال اسبيوزا إن "فولي وكانتالي حاولا الفرار مرتين"، مشيرًا إلى أن المحاولة الاولى فشلت قبل أن تبدأ، إذ تم اكتشاف محاولتهما فتح الأصفاد المكبلة بها أيديهم أما المحاولة الثانية ففشلت بسبب عدم رغبة فولي بترك كانتالي لوحده في الأسر، فحالت إنسانيته دون هروبه، إذ استطاع فولي الخروج من الغرفة التي كان معتقلاً فيها، وكان يتنظر كانتالي، إلا أن الحرس ألقوا القبض عليه، فما كان من فولي إلا أن سلّم نفسه، وقال بعدها "لم أستطع ترك كانتالي لوحده". وأوضح كاتب المقال أن "فولي كان الرهينة المفضلة لدى البيتلز (نسبة للكنتهم البريطانية)، فكانوا عديمي الرحمة معه لأنه أمريكي الجنسية"، مشيرًا إلى أن محاولتي فولي وكانتالي كلفتهما أسبابيع طويلة من التعذيب الممنهج". وعن أشكال التعذيب الذي تعرضوا له، كشف اسبيوزا أنه كان متنوعاً ومنه" الإيهام بالغرق وهو نوع من التعذيب مستخدم من قبل القوات الأمريكية في سجن غوانتانامو، وتتمثل تقنية التعذيب هذه بوضع وتغطية وجهه ثم سكب الماء على وجهه بحيث يتخيل أنه يغرق"، مضيفاً أن دانيال راي الذي استطاع الهرب إلا أن سوريين أبلغوا عنه، علق في سقف لعدة أيام وقيدت يديه ورجليه بالأصفاد وقد قيدت الأصفاد بشدة لدرجة أنه أمكن رؤية عظامه، كما منعوا عنه الأكل والشرب لعدة أيام". وأشار الرهينة الاسباني الذي أطلق سراحه منذ عام تقريبًا إلى أنه "لم يسمح لهم بالاستحمام لمدة 3 شهور، فأضحت رائحتهم كرائحة الخنازير"، مشيراً إلى أن "مقاتلي تنظيم «الدول الاسلامية» كانوا يستخدمون كمًا هائلاً من عطور ما بعد الحلاقة لدرجة أننا كنا نعرف بقدومهم قبل وصولهم إلينا". وروى رهينة فرنسي يدعى ديدي فرانسوا، اختطف في حزيران /يونيو، عن تعرضه لتعذيب ممنهج وتجويع، فيما قال عامل الإغاثة الإيطالي فيدريكو موتكا وديفيد هاينس اللذان عملا في جميعة خيرية أنهما "أصبحا نحيلين كالهياكل العظمية، إذ كان يعطى لهما 4 إلى 5 حبات من الزيتون يوميًا". وختم الرهينة الاسباني بالقول "إنهم ألبسوا ملابس برتقالية شبيهه بتلك التي يرتديها السجناء في سجن غوانتانامو في كوبا وأعطوهم أرقامًا بدلاً من أسمائهم وكانوا ينادونهم بالأرقام، كما أن عليهم الركوع على الأرض حال قدوم عناصر التنظيم إلى الغرفة ووضع أيديهم على الحائط".