نشرت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية، في عددها ليوم 06/01/2015 مقالاً للكاتبة إريكا سلومون تحت عنوان «المدير الجديد»، يلقي الضوء على الوضع الاقتصادي للمناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشاك" (داعش)، قالت فيه: إن "هناك استياءً واضحًا للعديد من المواطنين الذي يرزحون تحت حكم "دولة الخلافة" وحتى السنّة منهم، بسبب ازدياد الضرائب وارتفاع الأسعار".
وأشارت سلومون إلى أنه "يخال للمرء أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مدينة الموصل في العراق، بأن هذه المدينة أضحت مثالاً ناجحاً لهذا التنظيم في تدبير شؤونها، فالطرقات مليئة بالسيارات والكهرباء لا تنقطع والمقاهي مكتظة بالناس، إلا أنه لا يخفى على أحد أن شوراعها مليئة بالنفايات وأن الكهرباء لا تنقطع بسبب المولدات الكهربائية التي اشتراها ابناء المدينة للحصول على مقومات الحياة الطبيعية. وأكد أحد المواطنين العراقيين من الموصل واسمه "أبو أحمد" أنه كان عمره 7 سنوات عندما اندلعت الحرب ضد إيران، مضيفًا: "عشت أجواء الحروب كل عمري، والعقوبات الاقتصادية، والفقر وفقدان العدالة، إلا أنها لم تكن أسوأ مما نعيشه اليوم هنا". وقال "أبو أحمد" وهو ليس اسمه الحقيقي، بأنه كان من أوائل الذين هللوا لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على أكثر من ربع المناطق في سوريا والعراق هذا الصيف". وأردفت كاتبة المقال تقول: "إن العديد من السّنة في كل من العراق وسوريا، شاركوا "أبو أحمد" فرحته، لأنهم لطالما عانوا من التفرقة الطائفية من قبل الفئة الحاكمة في البلاد، أي من الأكثرية الشيعية في بغداد ومن الأقلية العلوية الحاكمة في سوريا". وأضافت: "تحمل مؤيدو تنظيم "الدولة الإسلامية" كل شيء بدءًا بعقوبة الرجم العلني وقطع الرؤوس مرورًا بقصف طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إلا أنه من دون وجود اقتصاد متين، يوفر للمواطنين فرصة العيش بكرامة، فإن هذا التنظيم ليس لديه الكثير ليوفره لهم، لذا فلن يلاقي الدعم المطلوب لبقائه".