أكد سفير جمهورية الجزائر بدمشق صالح بوشة أن العلاقات بين بلاده وسورية “مستمرة وتتطور في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية” لافتاً إلى أن “الارادة السياسية متوافرة لدى البلدين لمزيد من التعاون وإعادة العلاقات الاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل الأزمة”.
وفي حديث خاص لـ سانا حول مشاركة الجزائر في معرض دمشق الدولي بدورته الـ 61 لفت بوشة إلى أن بلاده تشارك للمرة الأولى في فعاليات المعرض منذ عودته قبل عامين وهي تعبر بذلك عن رغبتها في عودة الشركات الجزائرية إلى السوق السورية تمهيداً لإعادة بناء شراكة تفيد وتخدم شعبي البلدين الشقيقين.
وأشار بوشة إلى أن سورية كانت الشريك التجاري والاقتصادي الأول لبلاده عربياً حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما في العام 2010 نحو 600 مليون دولار لافتاً إلى أن سورية تشارك بانتظام في المعارض الجزائرية وآخر مشاركة لها كانت ضمن فعاليات معرض الجزائر الدولي في حزيران الماضي.
ورأى بوشة أن الفرصة سانحة الآن لتفعيل اتفاقيات التعاون والأسس التي وضعتها اللجنة السورية الجزائرية المشتركة عام 2010 لافتاً إلى القدرات التي يتمتع بها البلدان والتي ستمكنهما من زيادة حجم التبادل التجاري عما كان عليه قبل الأزمة.
وعن الشركات الجزائرية التي ستشارك بفعاليات معرض دمشق الدولي ومجالات عملها أشار السفير الجزائري إلى أن بلاده ستشارك ضمن 4 مجموعات كبرى تضم العديد من الشركات التي تعمل في قطاعات الصناعات المحلية والميكانيكية والكهربائية والنقل.
وبين بوشة أن من ضمن الشركات المشاركة هناك المجموعة الجزائرية للآليات والتي تنتج كل ما يتعلق بالآليات الزراعية خاصة الجرارات ومعدات نقل المياه والحصادات الزراعية إضافة إلى الشركات العاملة في مجال الكهرباء والتي تتمتع بخبرة واسعة في تطوير وتمديد الكهرباء في المناطق الريفية ولديها الرغبة في مشاركة سورية خبراتها.
ولفت بوشة إلى أن الشركات التي ستشارك في فعاليات المعرض والعاملة في مجال النقل عملت على تطوير شبكة السكك الحديدية والقطارات في الجزائر وتصنع السكك والمركبات والقاطرات ويمكن لها أن تساهم في بناء مثلها في سورية.
بوشة جدد موقف بلاده الداعم لسورية ورفضها الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها معتبراً أن مشاركة العديد من الدول العربية في فعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الحالية “مؤشر إيجابي”.
وعن دور الجاليتين في البلدين أكد بوشة أهمية العنصر البشري في تعزيز العلاقات الثنائية وضرورة إعطاء أبناء الجاليات الفرصة للمساهمة بالنشاطات الاقتصادية المشتركة مبيناً أن عدد السوريين المقيمين في الجزائر تجاوز الـ 60 ألف نسمة خلال السنوات الأخيرة وقد أقام هؤلاء في الجزائر نحو 35 شركة تعمل في مجالات مختلفة كالخدمات والتعهدات في مد خطوط أنابيب النفط لافتاً إلى أن عدد الجزائريين المسجلين في سورية يبلغ نحو 3000 مواطن.