الإفراج عن راهبات معلولا مقابل 153 معتقلة و16 مليون دولار
أفرجت المعارضة السورية المسلحة عن راهبات معلولا الـ13 والمساعدات الثلاث، في ساعة مبكرة من فجر اليوم في إطار صفقة تبادل مع السلطات السورية بوساطة ورعاية لبنانية وقطرية.
وقضت الصفقة بالإفراج عن جميع الراهبات والمساعدات، مقابل 153 معتقلة لدى السلطات السورية بتهم المشاركة إلى جانب المعارضة في عماليتها ضد النظام، والحصول على مبلغ 16 مليون دولار دفعتها السلطات القطرية للخاطفين.
وكانت "جبهة النصرة" اختطفت الراهبات والمساعدات من ديرهن في بلدة معلولا في 3 كانون الأول الماضي، ونقلتهن إلى يبرود حيث احتجزتهن كرهائن لديها حتى فجر اليوم.
ونقل مسلحون ينتمون إلى "جبهة النصرة" الراهبات والمساعدات المخطوفات من يبرود إلى في جرود بلدة عرسال اللبنانية، حيث تمت عملية الإفراج وتسليمهن ضباط من الأمن العام اللبناني، ومن هناك تم نقلهن في موكب أمني كبير، إلى منطقة جديدة يابوس، حيث أقيم لهن استقبال حاشد بحضور وفد يمثل البطريركية الأرثوذكسية ووزير الأوقاف السوري ومطران دمشق ومحافظ ريف دمشق حسين مخلوف، والمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، ورجال دين مسيحيين وشخصيات أمنية وعسكرية في حضور حشد كبير لوسائل الإعلام.
وتعثرت عملية تحرير الراهبات أكثر من مرة وكادت أن تفشل في لحظاتها الأخيرة عندما حاول الخاطفون تعديل شروط الصفقة، عبر إضافة أسماء جديدة لعشرة سجينات، وتجزئة الصفقة، بحيث يُفرج أولا عن 8 من الراهبات المحتجزات ثم يُفرج لاحقاً عن الأخريات في مرحلة ثانية، على أن تطلق السلطات السورية عشرات المعتقلات لديها على مرحلتين أيضًا، إلا أن اللواء عباس إبراهيم كان موقفه حازمًا فـ"إما تنفيذ الاتفاق بحذافيره وإطلاق جميع الراهبات دفعة واحدة، وإما أن تلغى العملية من أساسها" (على حد ما نقلت عنه وسائل الإعلام).
وفي أول تصريح لها بعد تحريرها وبقية الراهبات من أيدي الخاطفين توجه رئيسة دير مار تقلا الأم بيلاجيا سياف، بالشكر إلى الرئيس بشار الأسد وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والبطريرك يوحنا العاشر اليازجي والمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، وكل من ساهم في بذل الجهود من أجل تحريرها مع جميع زميلاتها.
وأكدت الأم سياف في تصريح للصحافيين أن «كل من اختطف من الدير قبل 4 أشهر تم تحريرهن اليوم وهنّ جميعاً بخير»، مؤكدة أن «الخاطفين لم يعترضوا لهنّ بأي سوء وتمت معاملتهن معاملة حسنة». نافية ما أشيع عن أن الخاطفين نزعوا الصلبان منهن، وإنما هن قمن بنزع صلبانهن بإرادتهن، «لأن المكان الذي كنا فيه ليس مناسبًا» كما قالت.