أكدت الأمم المتحدة أن مدينة الرقة السورية تعيش أوضاعا مأساوية على خلفية عملية تحريرها من قبضة تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أنه تم تدمير أو تخريب من 70 إلى 80 بالمئة من مبانيها.
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، أرسولا ميولر، في تقرير قدمته خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء، إن بعثة أممية زارت يوم 1 أبريل الرقة لتقدير الأوضاع الإنسانية في المدينة. وأشارت ميولر إلى أن البعثة توصلت إلى استنتاج مفاده أن الرقة غير قادرة على استقبال اللاجئين، موضحة أن هناك كميات كبيرة من الألغام والقذائف غير المتفجرة، فيما "تم إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية بكامل المدينة، التي يعاني سكانها من انعدام الخدمات العامة الأساسية". وأكدت المسؤولة الأممية المعلومات التي تقول إن من 70 إلى 80 بالمئة من "كل المباني داخل الرقة مدمرة أو مخربة"، كما لفتت إلى وجود تقارير ترد كل أسبوع تتحدث عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص جراء انفجار الألغام والقذائف. وكانت مدينة الرقة السورية، التي سيطر عليها "داعش" عام 2013 ليعلنها لاحقا عاصمة لـ"دولة الخلافة"، ساحة لقتال عنيف عام 2017 بين "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة عسكريا بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ومسلحي التنظيم الإرهابي. وتمكنت "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تمثل و"حدات حماية الشعب" الكردية هيكلها العسكري الأساسي، من انتزاع السيطرة على المدينة في أكتوبر 2017، لكن المعارك مستمرة، وخاصة ضربات القوات الجوية للتحالف، ما أسفر عن تدمير الجزء الأكبر من بنيتها التحتية. الأوضاع الإنسانية الكارثية في إدلب على صعيد آخر، ذكرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن "الوضع الإنساني الكارثي" يسود أيضا في محافظة إدلب، التي "وصل إليها حوالي 400 ألف شخص منذ أواسط ديسمبر لينضم إليهم لاحقا عشرات آلاف النازحين من الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي"، موضحة أنه "لا أماكن في المدينة قابلة لإيواء العدد الأكبر من القادمين إليها". وقالت ميولر إن 1.2 مليون من أصل مليوني شخص مقيمين في الرقة هم نازحون، ولفتت إلى أن وتيرة تدفقهم إلى المدينة ازدادت بنسبة 25 بالمئة مقارنة بمعدلات العام الماضي. وأضافت أنه "تم توجيه ضربات في الآونة الأخيرة إلى مستشفيات وأسواق، وكذلك مواقع قريبة من مراكز إيواء النازحين"، مشددة على أن معلومات تتحدث عن "مقتل كثير من المدنيين، بينهم نساء وأطفال" جراء هذه الغارات، دون الإشارة إلى الجهة التي تنفذها. وبينت أن الأوضاع الإنسانية في المحافظة تزداد صعوبة بسبب الاشتباكات المستمرة بين تنظيم "هيئة تحرير الشام"، الذي تمثل "جبهة النصرة" قوته الأساسية، من جهة، والتشكيلات المسلحة الأخرى العاملة في المنطقة، من جهة أخرى.