مشـروع التمدد الكردي في مواجهة التواصل الجغرافي- السياسي بين إيران ولبنان
الورقة الأمريكية الجديدة في سورية والعراق، بعد اندحار المشروع التكفيري، باتت تتمثل في محاولة مدّ "عقبات" أمام التواصل الجغرافي- السياسي بين إيران ولبنان عبر أدوات كردية أساساً، ولو نظرنا في خريطة تمدد بعض القوى الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، في العراق، خارج أربيل ودهوك والسليمانية، وهي مناطق آشورية وسريانية وعربية مُحتلة احتلالاً استيطانياً إحلالياً أصلاً، وفي سورية، بعيداً عن المناطق التي هاجر إليها الأكراد من تركيا على مدى العقود الفائتة، لوجدنا فيما يُسمى "المناطق المتنازع عليها" في العراق في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، ولوجدنا في المنطقة المسماة "روج آفا" من قبل بعض الجماعات الانفصالية في الشمال السوري، انطلاقاً من ثلاثة ألسنة حول الحسكة في الشمال الشرقي، وحول عين العرب في الشمال الأوسط، وحول عفرين في الشمال الغربي، والتي تم تجاوزها جنوباً بدعم أمريكي بذريعة محاربة «داعش»، ولوجدنا في خريطة هذا التمدد العمودي من الشمال إلى الجنوب محاولة لكسر التواصل الأفقي بين إيران ولبنان عبر كتلة وازنة في شمال العراق أولاً، وعبر كتلة طامحة ومدعمة بالقواعد الأمريكية في شمال سورية ثانياً.