بقي موضوع استخدام المواد الكيماوية في سوريا معلق ما بين التأكيد والنفي، فالعديد من المعامل الخاصة بالمواد الكيماوية استطاع الجيش السوري وحلفاؤه كشفها عند تحرير مناطق كانت تقع تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة، حيث كان المسلحون يستخدمونها لتحضير المواد الكيماوية بهدف ضرب المواطنين الأبرياء والمقاتلين في الجيش السوري.
وفي تصريح لمراسل "سبوتنيك"، أكد مصدر عسكري مسؤول أن المجموعات المسلحة استهدفت مواقع الجيش السوري والدفاع الوطني، إضافة لضرب العديد من المناطق المدنية في حلب وريف دمشق ودير الزور، بالغازات السامة.
وأشار المصدر بعد فحص العينات تبين أن المواد المستخدمة صناعة أمريكية، ويتم تصنيعها محلياً، وبحسب العبوات التي أطلعنا عليها تبين وجود أحرف وأرقام… UN 3082 وهي اختصار لجملة الأمم المتحدة، كما تم ملاحظة كيفية تصنيع المادة بشكل له تأثير كبير عند ضربها على المدنيين.
وأكد العميد المتقاعد من الجيش السوري مروان مرهج الأشقر، خلال لقاء مراسل "سبوتنيك"، على أن سوريا وافقت على تسليمها جميع المواد الكيماوية الخاصة بالحرب بإشراف روسيا لتصبح المناطق التابعة للجيش السوري مناطق خالية من الأسلحة الكيماوية.
وبيّن وجود مادة الكلور، ولكن تستخدم في الصناعة المدنية المتعددة. أما الكلور الذي ضرب نحو منطقة خان شيخون فمصدره تركيا، والإعلام المضلل قام بنقل عكس الحقائق كما فعلوا في العراق بهدف إسقاطها.
فالمناطق التي تقع خارج نطاق الدولة السورية فيها معامل خاصة لتصنيع المواد الكيماوية بإشراف الغرب والخليج، وكان الممثل السوري الرسمي في مجال تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية سامر عباس، خلال العام الحالي، قد سلم ممثلي البعثة الدولية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأدلة المادية والوثائق التي تؤكد حقيقة استخدام المسلحين لغاز الخردل في سوريا من قبل العصابات الإرهابية المسلحة. وبحسب تصريحات البعثة الدولية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، فإنه كان من المفترض تشكيل لجنة خاصة لتحقق من استخدام المسلحين للمواد الكيماوية، ولكن لم يتم إجراء أي تحرك بهذا الشأن.
وبالمقابل كان خبراء من وزارة الدفاع الروسية قد قدموا الإثباتات التي تؤكد استخدام المسلحين للأسلحة الكيميائية في قرية معرانة أم حوش على الطريق الواصل بين حلب جنوباً ومارع شمالاً، للسلطات السورية.
وبحسب التحاليل التي أجريت على المواد التي تم الحصول عليها، تبين استخدام العصابات الإرهابية المسلحة قذائف تحتوي على غاز الخردل، وغيره من المواد الأخرى العالية السمية من خارج سوريا.