المعارضة المسلحة ترد على غارات النظام بـ«مدفع جهنم» والمنجنيق
تتداول بعض وسائل الإعلام الأجنبية بكثير من المبالغة معلومات روجت لها تنسيقيات تابعة للمعارضة السورية عن استخدام الجيش النظامي "البراميل المتفجرة" في قصفه لمعاقل وتجمعات الكتائب المسلحة ومراكزها القيادية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لا سيما في مدينة حلب وبعض الأماكن في ريف المحافظة.
وللوقوف على حقيقة هذا الموضوع أوضح مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته لـ"المرصد السوري المستقل"، أن "المعارضة تتعمد تضخيم موضوع البراميل المتفجرة بسبب خسائرها الكبيرة والمتلاحقة في صفوفها، اعتقادًا منها أن ذلك من شأنه استجرار ضغط دولي لمصلحتها يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري (النظامي) في مدينة حلب تحديدًا"، معتبرًا أن المعارضة باتت غير قادرة على تحمل أية خسائر جديدة لسببين أساسيين أولهما بدء العد العكسي لمؤتمر "جنيف-2" في ظل إصرار دولي على عقده في وقت تلقت فيه المعارضة ضربات قاسية، والسبب الثاني تقلص المساحات التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة خصوصًا في حلب، لا سيما بعد المعارك التي شهدها الشمال السوري مؤخرًا بين فصائل المعارضة وانتهت بسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام-داعش" و"جبهة النصرة" على مناطق واسعة من الشمال السوري، وانحسار الكتائب الأخرى التابعة لـ"الجيش الحر".
ولفت المصدر نفسه إلى أن "المدنيين في المناطق الي تسيطر عليها المعارضة هم ينقسمون بين موالين للنظام ومعارضين له، وبالتالي فإن المعارضة تستخدم في عملياتها العسكرية أساليب تلحق خسائر بالمدنيين بلا تمييز بين موال ومعارض، ومن هذه الأساليب ما يعرف بـ"مدفع جهنم" و"المنجنيق"، وهما مدفعان عشوائيان".
ويوضح المصدر أن "المنجنيق هو عبارة عن آلة معدنية تم تصنيعها محليًا تشبه من حيث المبدأ المنجنيق القديم، حيث تنصب خلف أحد المباني القليلة الارتفاع ويتم تزويدها بعبوات ناسفة مربوطة بفتيل اشتعالي، ومن ثم يتم رشقها بواسطة "المنجنيق" الذي بالكاد يستطيع القائها فوق المبنى لتسقط خلفة أي داخل الأحياء السكنية".
"أما "مدفع جهنم" كما يسميه مسلحو المعارضة فهو عبارة عن قسطل حديدي تم تصنعه في ورش حدادة محلية لقذف قوارير الغار المفخخة وهو بالتالي مدفع عشوائي الهدف لا يمكن استخدامه في القتال ولا في المناورة لضخامة حجمه وحجم قذائفه والتي هي عبارة عن قوارير الغاز المنزلي المستهلكة التي غالبًا ما تكون تعرضت في المنازل أو محلات التعبئة والبيع لصدمات أحدثت فيها نتوءات والتواءات ثم يضاف إليها قسطلاً خلفيًا بواسطة التلحيم الكهربائي، وبعد ذلك تتم تعبئتها بالمواد المتفجرة بأوزان غير متساوية، ومن ثم يتم تجهيزها كقذيفة مدفعية تطلق بنفس طريقة مدفع الهاون رغم حجمها ووزنها، ما يؤدي أحيانًا إلى انفجارها بمطلقيها، وغالبًا ما تسقط في أماكن لا تبعد أكثر من مئة متر عن مرابض إطلاقها، وبذلك لا تحقق أهدافًا لمستخدميها وإنما تسقط داخل الأحياء السكنية وتتسبب بقتل مدنيين وتدمير ممتلكاتهم، بدلاً من القوات النظامية
.
وأكد المصدر أن هذه الأساليب هي أخطر بكثير من "البراميل المتفجرة" التي تروج لها تنسيقيات المعارضة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، بسبب عشوائية هذه الأساليب، في حين لو فرضنا صحة استخدام الجيش النظامي لـ"البراميل المتفجرة"، فالطريقة التي تتحدث عنها هذه التنسيقيات تشير إلى أن مروحيات عسكرية تقوم بإلقائها على أهدافها ما يعني أنها تسقط على هدف محدد وليس عشوائيًا.
ورأى المصدر المطلع أن المعارضة بهذا الأسلوب إنما تعاقب المدنيين وتنتقم منهم بعد خسائرها الكبيرة في صفوف قياداتها في حلب، بدلاً من الانتقام من القوات النظامية التي ألحقت بها هذه الخسائر.