انتشرت وحدات من الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، على الجانب الغربي من الحدود مع سوريا، وذلك بعد يوم واحد من إخلاء إرهابيي تنظيم "داعش" مواقعهم، وانسحابهم إلى محافظة دير الزور، في حين سيطر الجيش السوري و"حزب الله" على المناطق الواقعة شرقي خط الحدود.
قال الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله"، إن "الجيش اللبناني انتشر في معبر مرطبية ومنطقة مرتفع حليمة في الأراضي اللبنانية عند الحدود مع سوريا، في حين يتواجد الجيش السوري وحزب الله عند نقطة الصفر على الحدود".
وبذلك، يكون الجيشان اللبناني والسوري و"حزب الله" قد استكملا، من الناحية العملية، سيطرتهما على كامل المناطق الحدودية، بعد نحو شهر على معارك ضارية لطرد إرهابيي "جبهة النصرة" من جرود بلدتي عرسال وفليطا، وأسبوع على المعارك الأخيرة التي أفضت إلى إلحاق الهزيمة بإرهابيي تنظيم "داعش" في جرود رأس بعلبك والقاع وقارة.
ووصلت حافلات تقل إرهابيي "داعش" إلى المنطقة المحددة لها في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله"، ما يعني انطلاق المرحلة الثالثة الأخيرة من الاتفاق مع "داعش"، والذي ينتظر استكماله بنداً تفصيلياً هو وصول الإرهابيين وعدد من المدنيين إلى مدينة البوكمال السورية، عند الحدود مع العراق، في مقابل إطلاق سراح أسير من "حزب الله".
وشمل الاتفاق انسحاب 937 شخصاً من جرود رأس بلعبك إلى البوكمال، من بينهم 350 إرهابياً من "داعش"، و150 امرأة وطفلاً من علائلاتهم، و112 مدنياً آخرين، بالإضافة إلى 25 جريحاً. وقد توزّع هؤلاء على 16 حافلة و11 سيارة إسعاف.
وقال الأمين العام لـ"حزب الله"، في كلمة ألقاها أمس، إن العمليات العسكرية ضد "داعش" حققت كل أهدافها، لجهة تأمين الحدود اللبنانية — السورية من أي تهديد عسكري، وطرد الإرهابيين من القلمون الغربي في سوريا، والكشف عن مصير الجنود اللبنانيين المختطفين منذ ثلاثة أعوام.
كان المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أبلغ عائلات العسكريين بمعلومات تشير "بدرجة يقين عالية" إلى ثمانية جثث أبلغ إرهابيو "داعش" عن مكان دفنها تعود إلى أبنائهم.
وخلال جولة قام بها في مطار بيروت الدولي، اليوم الثلاثاء، قال اللواء إبراهيم إن "نتائج فحوصات الحمض النووي في ملف العسكريّين ستصدر قريباً". وجزم المسؤول الأمني بأن الجثامين تعود للعسكريّين، قائلاً: "ننتظر أن نقطع الشكّ باليقين علمياً".