اعرب مسؤولون امنيون اسرائيليون عن قلقهم الشديد يوم الاربعاء عندما علموا ان وفدا عسكريا عراقيا رفيع المستوى وصل الى دمشق، وهو الاول من نوعه منذ عقود حيث كان النظامان العراقي والسوري في خلاف حول الوضع على الحدود السورية العراقية - ولا سيما معبر التنف. وأفادت مصادر عسكرية "ديبكا" في 15 مايو / أيار و 16 مايو / أيار عن احتمال اندلاع صراع على هذا المعبر الاستراتيجي، الذي يقع عند تقاطع الحدود الأردنية والعراقية والسورية، ويتولى قيادة الطريق رقم 1 الذي يربط بغداد بدمشق والعاصمة الأردنية عمان. وشهدت اليوم موجة من النشاط العسكري في المنطقة من قبل القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والأردنية من جهة، والجيش السوري وحلفاءه من جهة أخرى. ويبدو أن سباقا يتطور بهدوء على من سيصل إلى الحدود أولاً ويسيطر على معبر التنف. وفي هذا الصدد، عقد الوفد العسكري العراقي محادثات منفصلة في دمشق مع كبار ضباط القيادة الروسية في سوريا وكبار الضباط الإيرانيين في مقر قيادة الأركان العامة السورية. وفي الوقت نفسه، اعلنت القيادة العسكرية الروسية ان روسيا وايران والعراق تجري مشاورات حول كيفية تأمين المناطق الحدودية بين سوريا والعراق. وتضيف أن المجموعات الثلاث من الضباط توصلوا إلى محادثات، في الواقع، حول سبل تناسب وحدات الجيش العراقي في الجهود السورية الإيرانية لضمان السيطرة الكاملة من دمشق على المناطق الحدودية الحساسة. وقد شعرت إسرائيل بقلق عميق لاكتشاف أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعطى سرا دعمه بعيدا عن الحملة الأمريكية الأردنية للسيطرة على حدود العراق وسوريا، وتحول بدلا من ذلك إلى المواءمة مع موسكو وطهران. ويساور واضعو السياسات الإسرائيليون قلقاً من أن الرئيس دونالد ترامب سيتعرض لقيود من جراء الهجمات اليومية عليه والتي تخفف من التركيز الكامل على القوات التي تشكل خطرا على الخطط العسكرية الأمريكية في سوريا.
