المسلحون يُقرون بفشل معركة ريف حماه... وانعدام متبادل للثقة بين المجموعات المسلحة
ثلاثة معارك أطلقتها المجموعات المسلحة في ريف حماه الشمالي والشمالي الغربي للسيطرة على مواقع الجيش السوري في المنطقة، بالتزامن مع اشتعال جبهات جوبر - القابون شرقي دمشق وانطلاق الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف لحل الأزمة في سوريا يوم الجمعة 24/3/2017 . ومع انتهاء الجولة الخامسة، كانت هذه المعارك قد وضعت أوزارها، وتمكن الجيش السوري من إسقاط أهداف عدوان المجموعات المسلحة لفرض وقائع ميدانية جديدة في محاولة لاستثمارها على مائدة مفاوضات وذلك عبر إحداث تغيير في خريطة الانتشار سواء في ريف دمشق أو في ريف حماه. وجاءت الوقائع الميدانية لاحقاً لتصفع المجموعات المسلحة ومن يدعمها من قوى إقليمية ودولية بعد الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعدات، وعجزها عن الاحتفاظ بما توهمت أنه مكتسبات ميدانية بداية انطلاق المعارك على جبهات القابون - جوبر وريف حماه الشمالي. هذا الفشل، أقرت به تنسيقيات المعارضة وكذلك مسؤولي المجموعات المشاركة في العدوان، الذين دعا بعضهم إلى تكرار دعوات لم يعد منها طائل لجمع الصفوف والتعاون العسكري المشترك ليس لاحراز تقدم ما، إنما للاحتفاظ بما وُصف بالمكتسبات . وقد حفِلت تنسيقيات المعارضة بالكثير من الأسباب لفشل المعركة في ريف حماه الشمالي، بعضها ظهر بشكل واضح وعلني، والبعض الآخر ظهر في طيات ومضامين المواقف وأخبار الميدان، وكذلك الاعلان عن انطلاق المعارك. ولعل احد أهم اسباب فشل معركة ريف حماه الشمالي بمسمياتها المختلفة، يعود الى انعدام الثقة المتبادل بين المجموعات المسلحة، وتفرد كل فصيل بمعركته ومنع الفصائل الأخرى من المشاركة معه، إذ اعلنت "هيئة تحرير الشام" مع "الحزب التركستاني" في 21/3/2017 عن إطلاق معركة "وقل اعملوا" فيما أعلن "جيش العزة - الجيش الحر" وفصيل "ابناء الشام" في 22/3/2017 عن استكمال معركة "في سبيل الله نمضي"، كما أعلنت "أحرار الشام" وفصائل أخرى منها "فيلق الشام وأجناد الشام" في 24/3/2017 عن اطلاق معركة "صدى الشام"، كما شاركت فصائل في"الجيش الحر مثل "جيش النصر" و"جيش ادلب الحر" المعروفة بأنها تتلقى دعما أميركيا وامتلاكها اسلحة متطورة . وظهر بشكل واضح، أن "هيئة تحرير الشام" آثرت دخول معركة ريف حماه الشمالي منفردة، ونتيجة عنجهيتها، مُنيت بخسائر فادحة خلال عدة محاولات فاشلة لاقتحام بلدة قمحانة حيث قُتل لها في أحد الهجومات نحو 50 مسلح في كمين نفذه الجيش السوري الجمعة الماضي. وقد تسبب استنزاف "الهيئة" بانكفائها والعجز عن دخول قمحانة، ثم ما لبث أن شنّ الجيش السوري هجوما معاكساً على المحاور الاخرى. أما "حركة أحرار الشام" والفصائل المتحالفة معها، فكان محور هجومها مدينة "كرناز" والبلدات المحيطة بها، لكنها هي الأخرى عجزت عن إحراز اي تقدم على هذا المحور لتنتقل إلى محور آخر عبر استهدف بلدات وحواجز الجيش السوري بين مدينتي محردة والسقيلبية، لكن الخيبة سرعان ما أصابتها بعد فشلها في إحراز أي تقدم. وكشفت التنسيقيات عن عدم وجود الثقة ما بين الفصائل المسلحة، وقالت بأن كل من "هيئة تحرير الشام" و"احرار الشام" اتبع نفس المنهجية في التعامل مع الفصائل الأخرى، وكل منهما فضل العمل بشكل منفصل لاسباب فصائلية تنافسية، وقد أفصح عن هذا الأمر المسؤول العام لـ "أجناد الشام" المدعو "أبو حمزة الحموي" في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" قال فيها إن الفصائل التي حققت تقدماً في بداية معارك حماه "أصبحت تنادي أنا وغيري هباء"، في إشارة واضحة إلى سلوك "هيئة تحرير الشام" التي تتزايد اعداد الناقمين عليها جراء وتفردها ومحاولتها المستميتة للهيمنة والاستحواذ على الفصائل الاخرى ومحاولة فرض الشروط والاملاءات وكأن كلمتها هي العليا .