تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى عملية استعادة تدمر، مشيرة إلى أن الدعم الجوي المتواصل من جانب طائرات "الغربان السوداء" ومروحيات "التماسيح" سيكون مفتاح النصر على الإرهابيين.
جاء في مقال الصحيفة:
بدأت القوات الروسية باستخدام مروحيات "كا–52" (التمساح) والطائرات الهجومية "سوخوي–25" (الغُداف، الغراب الأسود) في عملية تحرير تدمر، حيث تقوم "التماسيح" بالبحث عن العدو وتحدد إحداثيات مواقعه، لكي تهاجمه "الغِدفان" وتقضي عليه. ووفق رأي الخبراء، فإن هذا التعاون الثنائي يضمن عمليا استمرار الهجوم على مواقع "داعش" من دون انقطاع.
وقد استخدمت هذه الطريقة في شرق محافظة حمص، حيث لم تكن "التماسيح" تشارك فقط في الهجوم على مواقع الإرهابيين، بل وترسل إحداثياتهم إلى طائرات القوة الجو–فضائية الروسية وطائرات القوة الجوية السورية. وتستخدم هذه الطريقة في عملية تدمر أيضا.
ويقول مصدر عسكري مطلع إن "مروحية "كا–52" (التمساح) تتميز بأنها مزودة بأجهزة ملاحة متطورة، تسمح لها باكتشاف مواقع المسلحين وإبلاغ ذلك إلى طائرات القوة الجو–فضائية الروسية "سوخوي–25" (الغُداف)، التي تقوم بمهمة مهاجمة هذه المواقع مباشرة. أي أننا نجمع بين عمليتي الاستكشاف والهجوم معا".
وبحسب المصدر، هذا التعاون الثنائي يجب أن يعوض تعذر إمكانية استخدام بطاريات المدفعية التابعة للجيش السوري الذي يهاجم تدمر، ويضمن له الدعم الجوي اللازم.
هذا، وإن الهجوم على شرق محافظة حمص هو جزء من عملية عسكرية واسعة، هدفها تحرير تدمر من جديد. حيث يجب لذلك، وفق رأي القيادة العسكرية، أن تقوم القوات السورية أولا بتطهير وضمان الوصول إلى شمال الطريق المؤدية إلى تدمر، لأنه بعكس ذلك ستتمكن فصائل "داعش" المتنقلة من توجيه ضربات من جهة الصحراء إلى جناح القوات الأساسية أو حتى قطع طرق الإمدادات. وبعد ذلك تتقدم القوات السورية مباشرة نحو المدينة.
وكما قال الخبير العسكري المستقل أنطون لافروف، في حديث أدلى به إلى "إيزفيستيا"، إن "التمساح" تقوم بدور مروحية استكشاف بصورة ممتازة، ولا سيما أنها مزودة بجهاز رادار وأجهزة بصرية–إلكترونية للمراقبة أفضل من تلك التي زودت بها المروحيات الأخرى. لذلك، فهي تتفوق بإمكانياتها حتى على الطائرات من دون طيار المستخدمة عادة في عمليات الاستكشاف. كما أنها مزودة بأجهزة خاصة لإرسال هذه المعلومات.
وبحسب قوله، يمكن لطائرات "سوخوي–25" القيام بخمس طلعات يوميا، أي أن وجود دزينة من هذه الطائرات، يسمح بأن تحلق واحدة منها باستمرار فوق ساحة المعركة وتوجه نيرانها إلى الأهداف التي ترسل إليها.
واضاف الخبير أن "سقوط تدمر ثانية أجبرنا على البحث عن تكتيك جديد لمواجهة تحركات فصائل الإرهابيين المسلحة جيدا في الصحراء والطرقات، والساعية لتوجيه ضربات مباغتة إلى القوات السورية. فإذا حرمنا هذه الفصائل من حرية الحركة والتنقل، فإن تحرير تدمر سيكون سريعا".
إلى ذلك، فإن استخدام الطيران في الصحراء سيكون سهلا، حيث لن يجد الإرهابيون مكانا يختبئون فيه من الهجمات الجوية، ويصبحون أهدافا واضحة للمروحيات والطائرات الهجومية.
ويشير الخبير إلى أن هذا التكتيك جديد بالنسبة إلينا، ولم يسبق أن استخدمناه حتى في المناورات السابقة. لقد تدربنا جيدا على قصف المواقع الثابتة، ولكن مكافحة المجموعات الصغيرة المتحركة شيء جديد علينا.