لم تهنأ جبهة النصرة المنفصلة عن تنظيم القاعدة، بالإعلان عن إصدار مرئي قريب لها حول معارك حلب، حتى كان السيف السوري في الميدان، أصدق أنباء من كتب الابهار الإعلامي، على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى مواقع التواصل ذاتها، تخبطت جماعات جيش الفتح وكشف "كذب" انتصاراتها أمام الآخرين، وما ادعته عند سيطرتها على الكليات العسكرية جنوب حلب بأنه نصر لها وحدها، واتهمت سارقي الإنجازات بالتطفل، في إشارة إلى الجيش الحر، عادت واتهمت جيش الحر بالتخاذل والانسحاب من الجبهات، في خدعة لم تنطل على الكثيرين، ما دفع بالناشط "أحمد بريمو" إلى القول مستهجناً "اولئك الذين يُخوِنون فصائل حلب ويتهمونهم بالتقصير بعد سقوط الكليات اليوم، هم ذاتهم انكروا وجود أي فصيل في معركة فك الحصار سوى جيش الفتح". حركة أحرار الشام هي الأخرى استحقت نصيبها من التخاذل، حيث قال أحد الفاعلين من كوادر جبهة النصرة والمدعو "محمد فيروز"، إن بعض الفصائل ذهبت إلى حماة خوفاً من أن تسيطر عليها جند الأقصى، في إشارة إلى أحرار الشام، بالتوازي مع مواجهات دارت بين الفصيلين في اريحا بريف ادلب. وجاء التأكيد على كلام فيروز من الإعلامي المحسوب على المسلحين "موسى العمر"، الذي قال إن من "قاوم اليوم حتى آخر نفس في الكليات، 5 مجموعات من فتح الشام، ومجموعة من الزنكي". وحاول "شاعر" جيش الفتح والملقب بـ "عمر خطاب"، دفع اتهامات الانسحاب والتخاذل عن احرار الشام، وزعم أنه لم يقصر أحد في حلب، ورد أسباب الهزيمة إلى عسكرية.
ووصف مغردون محسوبون على جبهة النصرة حركة أحرار الشام والجيش الحر بـ "فصائل التصوير" و "مرتزقة الدولار" و"المتمسحين بالحلول الأمريكية التركية المعلبة"، فيما دخل المنظر القاعدي أبو محمد المقدسي وغرد قائلاً "المدعوم لا يملك من أمره شيئاً". وتحدثت تنسيقيات عن نكسة تعرض لها جيش الفتح عند محور الكليات، حيث باتت "هشاشة" تركيبته واضحة للجميع، رغم محاولات البعض ادراجها ضمن حملات التراشق الإعلامي فقط، بينما هذه المعركة عرّت هذه الجماعات أمام مؤيديها والمتعاطفين معها في الداخل والخارج. حديث التنسيقيات والشخصيات المحسوبة على الجماعات المسلحة هو أن قادة الفصائل دفعوا بعشرات الألوية إلى محرقة عند الكليات الحربية، طمعاً بـ "الغنيمة"، بغض النظر عن آلاف القتلى والجرحى الذين سقطوا في هذه المعركة التي تبين عبثها، فيما غاب الـ 1000 انغماسي الذي وعد بهم السعودي عبد الله المحيسني، وتحول إلى "مجرد جندي في الشام" ولا قرار لديه، بحسب ما غرد على حسابه على تويتر. وتشير المعطيات الميدانية، إلى أن جميع الفصائل قاتلت في معركة الكليات العسكرية، وهذا يؤكده تبعية القتلى المنتشرين على الأرض، والذين ينتمون إلى كل الفصائل، من حركة احرار الشام إلى جيش الحر وجبهة النصرة وغيرهم، فيما تبادل الاتهامات، ما هو إلا تبرير لهزيمتهم أمام الداعم الإقليمي، وتعمية على فشلهم العسكري والاستراتيجي.