واصل الجيش السوري عملياته العسكرية على امتداد المساحة الجغرافية لسورية، مسجلاً مزيدًا من التقدم على أكثر من محور، في ما يشبه سياسة ما يعرف بـ"القضم والهضم". في وقت تواصل فيها المجموعات المسلحة صراعها فيما بينها في أكثر من جبهة في الشمال السوري.
حلب
وحول سير العمليات العسكرية أفادنا مصدر عسكري نظامي أن الخطة التي ينفذها الجيش حاليًا "تهدف إلى ضرب كافة أماكن تواجد المسلحين وفي مختلف المناطق حيث عملت القيادة العسكرية إلى تقسيم سورية إلى قطاعات عسكرية بحيث يتم تطهير تلك المناطق بشكل متزامن وعبر سلسلة عمليات نوعية".
وأوضح المصدر أن الاستراتيجية التي تتبعها القوات النظامية تقوم على "تدمير منظومة القيادة والسيطرة وبالتالي عزل المجموعات المسلحة وقطع طرق الإمداد لتلك المجموعات، ومن ثم القضاء عليها"، مشيرًا إلى أن بهذه الاستراتيجية تمكن الجيش من استعادة السيطرة على العديد من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة المسلحين.
وأضاف المصدر بأنه "بعد عملية استعادة السيطرة على المناطق يتم إعادة تأهيلها ليتم الانتقال إلى مربع آخر"، معلنًا أن "باب العودة إلى أحضان الوطن وإلقاء السلاح مازال مفتوحًا أمام من تورط بالأعمال القتالية وذلك وفق القوانين والإجراءات المرعية".
انتقالا إلى آخر التطورات ومن دمشق وريفها واصل الجيش النظامي عملياته على مختلف المحاور حيث استهدفت المدفعية السورية الثقيلة مقرات المسلحين في كل من معضمية الشام والجهة الغربية والشرقية من داريا فيما استهدفت الدبابات السورية مجموعات للمعارضة المسلحة على محور جوبر – القابون، وفي الوقت نفسه واصلت وحدات "الدفاع الوطني" مدعومة من الجيش النظامي عملياتها على محور السبينة وسط تقدم ملحوظ على الأرض.
وفي الغوطة الشرقية شهدت مناطق المليحة وبيت سحم اشتباكات متقطعة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
إلى حمص، حيث قتل 6 مواطنين مدنيين وأصيب العديد بجروح إصابات بعضهم خطيرة جراء تفجير سيارة مفخخة في قرية الثابتية بريف حمص الشرقي.
وأفاد مصدر مسؤول أن "مجموعة مسلحة فجرت سيارة مفخخة صباح اليوم على مدخل بلدة الثابتية ما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال وامرأة وإصابة 37 آخرين بجروح"، مضيفًا بأن "تجير السيارة أدى إلى تشكيل حفرة في الأرض عمقها نحو 3 أمتار وقطرها نحو 10 أمتار وإلحاق أضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين وممتلكاتهم".
وفي درعا واصل الجيش السوري عملياته حيث استهدفت مدفعيته الثقيلة وطائراته الحربية مقرات قيادية للمعارضة المسلحة ومقرات وتجمعات لمسلحي "جبهة النصرة" في كل من عتمان وانخل وطفس، فيما اشتبكت قوات نظامية مع مجموعات مسلحة في أكثر من محور بدرعا أسفرت عن سقوط عدد كبير من المسلحين، عرف منهم: "مصطفى محمد الشحمة" (الجيش الحر)، و "أحمد طلال الحجي المقداد" (الحر)، و"محمد فتحي عبد الله المغاري" (فلسطيني من حركة أحرار الشام)، و" حسين عيفان الرفاعي" (الجيش الحر)، و"رائد أحمد المواس" (الجيش الحر، قضى متأثرًا بجروح سابقة).
وفي درعا أيضًا فجرت إحدى المجموعات المسلحة التابعة لـ"جبهة النصرة" سيارة مفخخة عن بعد في منطقة المنشية، لم تسفر عن وقوع ضحايا.
إلى حلب شهدت المناطق في شرق مدينة السفيرة المحررة اشتباكات عنيفة في عمليات نوعية للجيش السوري النظامي تهدف إلى استعادة السيطرة على المناطق في ريف حلب الشرقي.
في حين شهدت محاور أخرى معارك عنيفة بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام-داعش" وفصائل أخرى من المعارضة المسلحة لا سيما في شمال حلب وبعض الريف الشمالي، أسفرت عن مقتل العديد من مسلحي الطرفين وسيطرة تنظيم "داعش" على أحياء جديدة ضمها إلى مناطق سيطرته.