يجمع محللون على أن مقتل أبو عمر الشيشاني، "وزير الحرب" في "داعش" يمكن أن يسبب عواقب وخيمة بالنسبة لحالة التنظيم العسكرية، الذي لا يزال يتكبد هزيمة تلو الأخرى.
وسبق لمواقع محسوبة على "داعش" أن أكدت، 13 يوليو/تموز الجاري، مقتل أبو عمر الشيشاني، جراء غارة جوية أمريكية في منطقة الشرقاط العراقية جنوبي الموصل في مارس/آذار الماضي.
والمواطن الجورجي طرخان باتيراشفيلي، الملقب بـ"أبو عمر الشياشاني"، شغل حتى تصفيته عددا من المناصب الهامة في "داعش"، منها منصب "وزير الحرب" وكان مستشارا لـ"خليفة" أبو بكر البغدادي ومسؤولا عن تخطيط وتنظيم العمليات العسكرية والتجنيد بخاصة على أراضي الاتحاد السوفيتي السابق.
وأشار هشام الهاشمي، مستشار الحكومة العراقية للشؤون الأمنية والجماعات المتشددة، إلى أن "داعش" فقد استراتيجيا من ذوي الخبرات وشخصية أساسية في تجنيد عناصر جدد في منطقة ما بعد عهد الاتحاد السوفياتي ألهمت جاذبيته على إغراء السلفيين من منطقة القوقاز للقتال في صفوف "داعش".
وأضاف المستشار العراقي تعليقا على سؤال حول هدف البنتاغون التالي الذي يجب تصفيته، أنه ينبغي معرفة من سيخلفه.
ويرى المراقبون أنه على الأرجح أن يكون خليفة "أبو عمر" شخص من أصل شيشاني، حسبما اتفق عليه عند إعلان قسم من "جيش المجاهدين والأنصار"، الذي يتألف من القوقازيين بيعته لـ"داعش" العام 2013. والمقاتلون المنحدرون من القوقاز الروسي هم من جعلوا الشيشاني شخصا معروفا، حيث تشير معطيات استخباراتية إلى أن قرابة ألف مقاتل يخضعون لقيادة الشيشاني مباشرة قد لعبوا دورا رئيسيا في فرض السيطرة على قاعدة منغ الجوية بالقرب من حلب السورية في العام 2013، بالإضافة إلى الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية العام 2014.
من جانبه، أشار سيرغي بروستاكوف، الخبير في مركز "مستقبل اليوم" للتحليل، إلى أن أبو عمر الشيشاني كان شخصية رمزية للدعاية على المستوى العالمي لـ"داعش" وخطط التنظيم الطموحة لبسط سلطته على مناطق واسعة واستعادة أراضي دولة "الخلافة الإسلامية" التاريخية وقت ذروتها.
واعتبر الخبير الروسي أن مقتل الشيشاني سيؤثر على توزيع مجموعات المقاتلين الجدد بين الجماعات الإرهابية، حيث سيؤدي إلى قطع بعض الروابط الشخصية وانهيار بعض شبكات تدفق المسلحين الجدد، ما سيضرب صورة التنظيم الإرهابي.
وقال: "إنه الأمر الذي يمكن أن تستفيد جماعات إرهابية أخرى منه، مثل تنظيم "جبهة النصرة"، الذي لديه شبكات تجنيد خاصة له تتنافس مع "داعش" لاستقطاب الموارد البشرية".