اليعربية هي إحدى مدن محافظة الحسكة يبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة غالبيتهم من الأكراد، ومنذ بدء الحراك المسلح لم تشهد محافظة الحسكة عمومًا وناحية اليعربية خصوصًا أي أحداث تحمل طابعًا أمنيًا أو عسكريًا، ومع استمرار تصاعد الأحداث دخلت تنظيمات تابعة لجبهة النصرة إلى الحسكة.
ومع دخول التنظيمات المتشددة الغير متجانسة مع أهالي الحسكة، سارع السكان المحليين إلى تشكيل ما يعرف بـ"لجان وحدات حماية الشعب" (YPG) وقد بقيت المنطقة تشهد اشتباكات متقطعة إلى أن ظهر على الساحة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام-داعش"، ومع تصاعد الأعمال المسلحة وارتكاب قوات "داعش" للعديد من المجازر في محافظة الحسكة بحق المواطنين الأكراد اتخذت وحدات الحماية الشعبية قرارًا بتنظيف المنطقة من التواجد المسلح غير الشرعي وذلك بالتنسيق مع الجيش السوري النظامي إضافة لدعم من الجيش العراقي.
وأوضح مصدر في "وحدات حماية الشعب" الكردية لـ"المرصج السوري المستقل" أن معركة السيطرة على اليعربية استمرت 4 أيام تمت خلالها السيطرة على "تل كوجر" المعبر الحدودي مع العراق حيث كانت المجموعات المسلحة التابعة لداعش تنقل المسلحين والسلاح إلى الداخل السوري، وكاشفًا عن أن الجيش السوري النظامي أمن التغطية الجوية لقوات "الحماية" الكردية إضافة لستار ناري أمن تقدم الوحدات ومكنها من السيطرة على منطقة اليعربية بالكامل.
واستهدفت المدفعية النظامية تجمعات المسلحين في قرية تل علو والناعور في ريف اليعربية، وتم القضاء على تلك المجموعات ومن بين القتلى من يحملون جنسيات غير سورية كما تم تدمير عدد من الآليات المحملة برشاشات وصهريجين محملين بالنفط المسروق، في وقت سلاح الجو السوري غارات على أهداف محددة للمسلحين في الجزء الشرقي من حي غويران.
و فيما كانت المعارك خلال الأربعة أيام الماضية على أشدها في اليعربية بين "وحدات حماية الشعب" و"داعش" و"جبهة النصرة" وما بقي من "الجيش الحر" ، كانت رأس العين تستقبل ردات فعل المسلحين انطلاقًا من ريفها، حيث أن قذائف الهاون لم تهدأ، وتساقط بعضها في الجانب التركي من الحدود مع صمت تركي ملفت للنظر، وبعضها في مناطق خالية من السكان فيما ردت "وحدات الحماية" الكردية على مصادر الإطلاق.
على صعيد آخر بدأت معسكرات الجيش السوري النظامي تستقبل عدد من أبناء الحسكة ممن تخلفوا عن أداء الخدمة الإلزامية فيما عاد عدد ممن انشقوا عن الجيش في مرحلة سابقة بعد أن تمت تسوية أوضاعهم مع السلطات المعنية .
ورأى مصدر محلي لـ"المرصد السوري المستقل" أن ما جرى في اليعربية مؤخرًا "يؤسس لمرحلة جديدة من العمل العسكري حيث ستتم انطلاقًا منها استعادة كل المناطق التي تخضع للمعارضة المسلحة"، مؤكدًا "أن التعاون بين الحكومتين العراقية والسورية والتنسيق مع وحدات الحماية الكردية ترك أثرًا كبيرًا على مجريات العمل الميداني".
هذا وتشهد محافظة الحسكة حياة طبيعية وسط استنفار أمني في صفوف لجان الحماية الشعبية و الجهات الأمنية من أجل منع أي عملية استهداف للمناطق الآمنة.