مجموعات مسلحة تهاجم قرية مسيحية بريف حمص وتعتدي على أهلها وممتلكاتهم
شنت مجموعات مسلحة أمس الاثنين هجومًا على قرية صدد السريانية في ريف حمص واقتحمتها من ثلاثة محاور وهي حسياء والقلمون ومهين، في حين قامت مجموعات أخرى بمحاصرة القرية وفرض طوق حولها مانعة الخروج والدخول منها وإليها.
دير مار أنطونيوس
وأفادت مصادر محلية لـ"المرصد السوري المستقل"، أن المجموعات المسلحة اعتدت على المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، ونهبها بما فيها مشفى صدد، وقامت بتخريب مباني: البلدية، والبريد، والإرشادية، كما أقدمت على سرقة سيارات المواطنين وقطع الطرقات الداخلية، إلى تدخلت قوات الجيش النظامي وعبر سلاح الجو الذي نفذ عدّة غارات استهدفت تجمعات المسلحين وسيارتهم واستطاع تدمير قسم كبير منها.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والمجموعات المسلحة، في معارك عنيفة أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين في صفوف المسلحين .ومقتل خمسة عناصر من الجيش وإصابة ثلاثين آخرين بجروح.
تجدر الإشارة إلى أن قرية صدد هي قرية تاريخية يعود تاريخها إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وجاء ذكرها في سفرين من أسفار العهد القديم، ولها أهمية تاريخية كبيرة ويوجد فيها العديد من الأوابد الأثرية وهي توازي في أهميتها مدينة معلولا من حيث القيم التاريخية والحضارية.
مبنى المشفى
تقع ناحية صدد ما بين دمشق جنوبًا و حمص شمالاً، وعلى بعد 60 كلم إلى الجنوب الشرقي من مدينة حمص
وهي من القرى التي لم تتعرض لأحداث أمنية تذكر طيلة المرحلة السابقة، ويحدها من الغرب بلدة حسياء (18كلم)، ومن الشرق مهين (17كلم)، ومن الشمال بلدة النعامية (14كلم) ومن الجنوب بلدة الحفر (7كلم)، ويبلغ عدد سكاها حوالي ستة آلاف نسمة، وهي تضم عددًا كبيرًا من الكنائس منها كنيسة القديسين سركيس وباخوس .وفيها أيضًا برج أثري يعود إلى العهد الروماني تحمل جدرانه الأربعة رسومًا لصلبان بارزة، وهو على شكل طوابق كان يستخدم لمراقبة القوافل المارة من تدمر والقريتين إلى دمشق .
ومع بدء الحراك المسلح في مناطق حمص وريفها شهدت بلدة صدد محاولات اعتداء متعددة من قبل المجموعات المسلحة والتي كانت تتبع للجيش الحر ومع اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تلك الاعتداءات شهد البلدة حالة من الهدوء الحذر إلى أن تم مهاجمتها بتاريخ 21 تشرين أول.
وأوضحت المصادر المحلية أن الهجوم على صدد بدأ فجرًا من قبل مجموعات مسلحة تحمل شارات "جبهة النصرة"، وقدرت أعداد المهاجمين بحدود الـ 500 مقاتل توزعوا على مجموعات، عاثت في القرية خرابًا وفسادًا وقامت بتخريب وسرقة كل ما طالتها الأيدي.
وأكدت المصادر أن المسلحين حاولوا اقتحام كنيسة القديسين سركيس وباخوس، إلا أن قوات الجيش السوري تدخلت بشكل سريع، وتمكنت من تدمير سيارات المسلحين لدى محاولتهم الانسحاب من البلدة.