أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، السبت 28 مايو/أيار، بأن المجموعة الوحيدة المدعومة من قبل أمريكا والتي صمدت في وجه "داعش" بسوريا تائهة في الصحراء وتشكو نقص الأسلحة والمقاتلين.
وحسب تقرير الصحيفة، استكملت هذه المجموعة تدريبها في الأردن، لتتسلل في مارس/آذار الماضي إلى سوريا دون ضجة إعلامية وتسيطر على مساحة صغيرة من أراضي المسلحين عند نقطة التنف الحدودية الواقعة أقصى الجنوب الشرقي لمحافظة حمص.
وتمكنت تلك المجموعة من تثبيت أقدامها على الأراضي التي سيطرت عليها دون أن يقوم أفرادها بالانشقاق أو يتعرضوا للخطف، مثلما حدث مع بقية مسلحي المجموعات الأخرى الذين خضعوا لذات البرامج التدريبية والذي كلف خزانة البنتاغون 500 مليون دولار أميركي.
لكن يبدو أن "داعش" تمكن من زعزعة النجاح الطفيف الذي حققته "المجموعة اليتيمة" بعد الهجوم الانتحاري الذي نفذه عناصره خلال الشهر الجاري.
ونقلت "واشنطن بوست" عن المقدم محمد طلة، الضابط السوري المنشق عن الجيش السوري الذي يقود المجموعة قوله إن "سيارة مصفحة تحمل براميل متفجرة تمكنت من الدخول إلى قاعدة المجموعة قبل فجر السابع من مايو/أيار الجاري لتتسبب في قتل عدد منهم".
ولم يتطرق طلة لذكر عدد الضحايا الذين سقطوا أو عدد المسلحين الموجودين بالقاعدة العسكرية خوفا من تعرض زملائهم للخطر.
لكنه قال إن الهجوم كان ضربة قاصمة تعرضت لها المجموعة التي كانت تعاني في الأساس من نقص في التسليح والمعدات التي صرح طلة أنهم وعدوا بالحصول عليها لكنها لم تسلم إليهم بعد.
وقال طلة: "أنا لا أقول إن الأمريكيين تخلوا عنا، ولكن ثمة تقصيرا في الواجبات، فهم لا يفعلون ما يستطيعون القيام به. ونحن لا نريد أن يستهتر الأمريكيون بأرواح رجالنا".
في غضون ذلك، ذكر التقرير أن الطائرات العسكرية الأمريكية استجابت لنداء استغاثة المجموعة المسلحة لكنها لم تتمكن من الوصول في الوقت المناسب لسرعة الهجوم المباغت للتنظيم، حسب المتحدث العسكري الأمريكي ستيف وارين.
وأوضح أنه تم تنفيذ عدد من الغارات الجوية الأمريكية لاحقا استهدفت أوكار "داعش" وسلمت المجموعة احتياجاتها من السلاح، مؤكدة أنهم: "لا يزالون يسيطرون على التنف، حيث يتم إمدادهم بما يحتاجون، ونحن نعتقد أنهم يستطيعون الإبقاء عليها".
وخلص التقرير إلى أن هجوم "داعش" كشف العجز والأخطاء التي تسببت منذ البداية في إفساد المحاولات الأمريكية لبناء قوة تتكون من سوريين لديها القدرة على مقارعة التنظيم، لتعيش هذه "المجموعة اليتيمة" بين ثنايا البادية السورية منتظرة أن يهل عليها الفرج الأمريكي.