ارتفعت حصيلة القتلى إلى 60 مسلحاً خلال الاشتباكات بين "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" من جهة أخرى في غوطة دمشق الشرقية، إضافةً لأسر مئات آخرين من الطرفين منذ بدء الاشتباكات يوم الخميس الماضي 28 نيسان. وقُتل 7 مسلحين من "جيش الإسلام" وأصيب 3 آخرون إثر تفجير انتحاري من "جبهة النصرة" حزامه الناسف بأحد تجمعات "جيش الإسلام" في منطقة الأشعري بالغوطة الشرقية لدمشق. فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيديو" يظهر المتزعم السابق لـ "جيش الإسلام" زهران علوش قبل مقتله بأسابيع، يخوض جدالاً حاداً مع مسؤول "فيلق الرحمن" المدعو ابو النصر، ومسؤول "لواء فجر الأمة " المدعو ابو خالد الزحطة حيث اتهما علوش بالمتاجرة بدم الغوطة من خلال التفرد بحيازة الأموال التي تأتي إلى المنطقة من قبل الدول الراعية لهم. وبحسب الفيديو، فإن علوش سيطر على مبلغ 12 مليون دولار، وهو آخر دفعة حصل عليها من دول داعمة للإرهاب لم يُسمها. فيما يدور خلاف حول مصير الأموال، فيقول "الزحطة" إنه تم اخذها على اسم الغوطة الشرقية، فيما يصر علوش على أنها أموال خاصة بـ "جيش الاسلام"، ويرجح ان تسريب الفيديو تم من قبل "فيلق الرحمن" الذي تدور بينه وبين "جيش الاسلام" اشتباكات عنيفة منذ عدة ايام في الغوطة، اسفرت عن مقتل وجرح العشرات من مسلحي الطرفين. في حين أعلن "جيش الإسلام" قبوله الفصل ببعض القضايا العالقة مع "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" عبر "القضاء الموحد" أو عبر قضاء يتم التوافق عليه بعيداً عن الجهات المشكلة من طرف واحد، حيث أصر "فيلق الرحمن" على الاحتكام إلى لجنة شكّلها من شخصيات مقربة منه في الغوطة الشرقية لدمشق، وكذّب "جيش الإسلام" ادعاء "فيلق الرحمن" بقتاله "الجيش" رداً للظلم، ونوّه بأنّ تشكيل "غرفة العمليات المشتركة" بين "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" قبل اندلاع المواجهات بأسبوع تدل على أنّ قتال "جيش الاسلام" كان مخططاً له منذ زمن، وأعلن "جيش الاسلام" استعداده لوقف إطلاق النار مقابل وقف "فيلق الرحمن" هجومه على مقراته والعودة إلى النقاط التي كان فيها قبل الهجوم، ودعا "الجيش" إلى تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين تسلم إليها جميع المقرات والممتلكات ليتم ارجاعها الى أصحابها، والكشف عن مصير معتقليه وعلى رأسهم أبو عبد الله "نائب رئيس الأركان"، والسماح بخروج المحاصرين، إضافةً إلى دفع "الفيلق" "ديّة" مبلغ مالي لأهالي القتلى من المسلحين ومن بينهم "قناص الاسلام"، إضافة لتحويل ملف القتلى من المدنيين إلى القضاء الذين قتلوا برصاص قناصي "النصرة" و"الفيلق" في محيط بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية لدمشق. من جهة أخرى، دعا المتحدث الرسمي باسم "جيش الاسلام" إسلام علوش والناطق باسم "هيئة أركان جيش الاسلام" حمزة البيرقدار "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" إلى فتح الطريق أمام المؤازرات وسيارات الاسعاف إلى جنوب الغوطة الشرقية لدمشق، بعد انسحاب "الفسطاط" أمس من جميع نقاطه في منطقة المرج وتمركزه في بلدتي بيت نايم والمحمدية محاصراً جنوب الغوطة بشكل كامل. درعا وريفها:
دمر الجيش السوري مقراً لجبهة النصرة في درعا المحطة وقتل وأصاب معظم أفراد مجموعة مسلحة تابعة لـ "النصرة" شرق خزان حي الكرك في منطقة درعا البلد في مدينة درعا. فيما سقطت عدة قذائف هاون على حي السبيل في مدينة درعا، مصدرها مسلحو جبهة النصرة واقتصرت أضرارها على الماديات. وقُتل 87 مسلحاً خلال الاشتباكات بين "لواء شهداء اليرموك" المرتبط بتنظيم داعش من جهة، و"الجيش الحر" والفصائل المتحالفة معه من جهة أخرى في ريف درعا الغربي، خلال شهر نيسان الماضي، فيما قُتل 27 مدنياً نتيجة القصف المتبادل على المناطق السكنية بين الطرفين. كما دارت اشتباكات بين "لواء شهداء اليرموك" المرتبط بتنظيم داعش و"الجيش الحر" في محيط بلدة عين ذكر في ريف درعا الغربي.
دير الزور وريفها:
أحبط الجيش السوري محاولة مجموعة من مسلحي تنظيم داعش شن هجوم باتجاه مواقعه في حي الصناعة في مدينة دير الزور وأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم. وبالتزامن، استهداف الطيران الحربي السوري وسلاح المدفعية في الجيش تجمعات التنظيم في المنطقة، ما أسفر عن وقوع مزيد من الاصابات في صفوف مسلحي التنظيم. كما قصف تنظيم داعش بعدد من قذائف الهاون حي الجورة المحاصر في مدينة دير الزور. واعتقل التنظيم 40 شخصاً من عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور بتهمة التواصل مع "الجيش الحر" والتخطيط للذهاب إلى مناطق سيطرته عن طريق البادية. وقُتل شخصان اثنان وأصيب آخر إثر انفجار لغم في قرية الجنينة في ريف دير الزور الغربي.
الحسكة وريفها:
دارت اشتباكات بين "قوات سوريا الديمقراطية" وتنظيم داعش قرب منطقة "أبو فاس" جنوب غرب الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، أسفرت عن مقتل 4 مسلحين من "القوات". الرقة وريفها:
قام تنظيم داعش بتصفية 4 أشخاص بقطع رؤوسهم في مدينة الرقة بتهمة "تصوير مواقعه واعطاء معلومات للتحالف الدولي"، كما اعتقل التنظيم شخص في شارع المنصور في المدينة بتهمة "القاء شرائح للطيران". وقصف التنظيم بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الخاضعة لسيطرة "وحدات الحماية الكردية" بقذائف الهاون. حلب وريفها:
ارتقى 6 شهداء وإصابة 40 شخصاً بجروح بينهم نساء وأطفال نتيجة سقوط قذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على أحياء سكنية بمدينة حلب. وقصفت المجموعات المسلحة بصواريخ "الغراد" قرية "قطعة" في محيط مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، واقتصرت أضرارها على الماديات. كما دارت اشتباكات بين "وحدات الحماية الكردية" والمجموعات المسلحة في محيط شارع المخابرات في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب. وصدّت "وحدات الحماية الكردية" هجوماً شنه تنظيم داعش من مواقعه جنوبي مدينة جرابلس باتجاه بلدة الشيوخ في محيط مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي. من جهة ثانية، سيطر مسلحو "الجيش الحر" على قرية "صندرة" في ريف حلب الشمالي إثر اشتباكات مع التنظيم أسفرت عن مقتل وجرح عدد من مسلحي الطرفين. اضافة الى ذلك، دمرت المجموعات المسلحة سيارتين لتنظيم داعش في محيط صوامع مدينة مارع في ريف حلب الشمالي إثر استهدافهم بالرشاشات الثقيلة. حماه وريفها:
قُتل عدد من مسلحي جبهة النصرة وبعض الفصائل المسلحة خلال الاشتباكات مع الجيش السوري عند أطراف بلدة معان في ريف حماه الشمالي الشرقي. حمص وريفها:
قُتل 7 مسلحين من تنظيم داعش وجرح آخرين خلال المعارك مع الجيش السوري في محيط حقل شاعر ومنطقة حويسيس في ريف حمص. كما دمر سلاح الجو في الجيش السوري عدة آليات للتنظيم شمال وشرق مدينة تدمر وجبل الخنزير في ريف حمص. في حين أعلن "لواء جعفر الصادق" التابع لـ "تجمع رجال الأثر" المتواجد في ريف حمص الشمالي مداهمة جبهة النصرة لمقره في منطقة الزعفرانة بريف حمص الشمالي، واعتقال كافة المسلحين الموجودين فيه، والاستيلاء على الأسلحة والذخائر وسيارة تابعة له، وطالب "اللواء" "المحكمة الشرعية العليا في ريف حمص الشمالي" التدخل وحل الإشكال، كما طالب "النصرة" بتوضيح أسباب اقتحامها المقر وإطلاق سراح المعتقلين والتوقف عن ملاحقة مسلحيه وإعادة المقر وما تم الاستيلاء عليه.
المشهد المحلي:
قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية إن سريان مفعول نظام التهدئة في دمشق والغوطة الشرقية تم تمديده لمدة 24 ساعة إضافية.
وأعلن 42 فصيلاً مسلحاً في بيان لهم أبرزهم "جيش الإسلام، جيش المجاهدين، جيش اليرموك، فيلق الشام" رفضهم الهدنة المجزأة في ريف اللاذقية ودمشق وريفها، وثمنت الفصائل موقف الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن الرياض التي علقت مشاركتها في مفاوضات جنيف.
في حين أعلن المرصد المعارض عن مقتل 17 مسلحاً من مختلف الفصائل خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في مناطق متفرقة من سوريا يوم السبت.
المشهد الدولي:
أعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا الجنرال سيرغي كورالينكو أن "نظام الصمت المفروض منذ 30 نيسان لمدة 72 ساعة في ريف اللاذقية الشمالي و24 ساعة في غوطة دمشق الشرقية يطبق"، وأضاف أن النتائج الإيجابية التي تحققت أتاحت بالتنسيق مع السلطات السورية والشركاء الأمريكيين تمديد نظام الصمت في الغوطة الشرقية ليوم واحد أي حتى نهاية يوم الأحد، مشيراً إلى أن عملية تفاوض نشطة تجري حالياً لفرض نظام الصمت في ريف حلب.
ودعا البابا فرنسيس أمام آلاف الاشخاص الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس جميع أطراف النزاع في سوريا إلى احترام وقف إطلاق النار وإلى تعزيز الحوار الجاري باعتباره الطريق الوحيد نحو السلام، وأعرب البابا فرنسيس عن "ألمه العميق" حيال "دوامة العنف الذي ما زال يزيد من تأزيم الوضع الإنساني الميؤوس منه حتى الآن في البلاد وخصوصاً في حلب".
كما قالت متحدثة باسم النيابة الاتحادية الألمانية إن القضاء الألماني سيبدأ يوم الثلاثاء القادم النظر في قضايا تتعلق بجرائم حرب ارتكبت في سوريا والعراق في خطوة يشجعها وصول شهود وضحايا ومشتبه بهم بين اللاجئين، وأضافت أن "عشرة تحقيقات مرتبطة بسوريا والعراق" تجري حالياً، إلى جانب أكثر من ثلاثين قضية ضد مسلحين سابقين بتهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية".
وقال حاكم منطقة غازي عنتاب "علي يرليكايا" في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام التركية إن شرطياً قُتل وجُرح 13 شخصاً آخرون 9 منهم من رجال الشرطة إثر انفجار قنبلة أمام مركز للشرطة التركية في مدينة غازي عنتاب (جنوب شرق تركيا) القريبة من الحدود مع سوريا، فيما ذكرت شبكة "ان تي في" التركية أن سيارة مفخخة انفجرت أمام مقر قيادة الشرطة وأعقب الانفجار اطلاق عيارات نارية.
