تلفظ خلافة تنظيم "داعش"، أيامها الأخيرة في هذا العام، بتقدم القوات العراقية نحو تحرير الموصل، أرض الثيران المُجنحة وباب الشمس، واستعادة "تدمر" العروس السورية الآثرية من قبضة الدواعش على يد الجيش السوري.
ارتفعت خسائر تنظيم "داعش" أكبر تنظيمات الإرهاب وأخطرها عالمياً، في العراق وجارته سوريا، منذ بداية العام 2016، إلى أكثر من 28 ألف قتيلاً له خلال الحرب عليه.
وكلما تقدمت القوات العراقية في ثلث مساحة غرب البلاد، وشمالاً بمناطق جنوب الموصل، وكبدت تنظيم "داعش" هزائم مذلة لعناصره، يلجأ الدواعش إلى عمل إرهابي يستهدف العاصمة بغداد، وبابل الأثرية القريبة من الأنبار، ليقلل الضغط العارم عليه بسبب خسائره الفادحة.
وسعى تنظيم "داعش" إلى لفت الأنظار إليه، بتفجير انتحاري استهدف مواطنين عزل افترشوا الأرض لكسب قوتهم في سوق الباب الشرقي الأكثر شعبية واكتظاظاً يوم أمس الثلاثاء، اعتبرته لجنة الأمن في حكومة العاصمة المحلية، محاولة دنيئة من التنظيم الإرهابي لامتصاص ضغط القوات العراقية العارم عليه.
ويرى نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، محمد الربيعي، في تصريح له، الأربعاء، أن تنظيم "داعش" يلفظ أنفاسه للأشهر الأخيرة في العراق، وقيامه بعمليات إرهابية في العاصمة أو بابل، للفت الأنظار على إنه يتمدد لكنه مندحر قريباً بتقدم القوات لتحرير الأنبار والموصل بالكامل.
وذكر الربيعي، أن تنظيم "داعش" لديه بقايا في أطراف بغداد، وهي التي تنفذ عمليات إرهابية بين حين وآخر في بغداد، لذلك نحن بحاجة إلى يقظة وحذر من القوات الأمنية، ودعم للقوة الاستخباراتية في العاصمة والبلاد.
وعن الحذر واليقظة، عممت وزارة الداخلية العراقية، عقب تفجير العمال في الباب الشرقي، في بيان لها، توعدت فيه القوات الأمنية غير اليقظة والتي لا تأخذ حذرها بعقوبات تصل إلى الإعدام. بداية النهاية لـ"داعش"
مع أولى أيام العام 2016، بدأت نهاية تنظيم "داعش" في العراق تحديداً، وتمددت خسائره مقابل تقلص خلافته التي لم يبق منها إلا بعض مناطق في غرب البلاد، والموصل التي تشهد معارك استعادة قرى الجنوبية المحاذية لها مابين نهري الزاب الأسفل، والأعلى.
ويتوقع الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، في حديث لـ"سبوتنيك"، عسكرياً ممكن القول أن العام الحالي، هو الأخير لتنظيم في العراق، مُتداركاً، لكن يبقى وجود أمنيا ً وفكرياً ربما أبعد من ذلك.
وأكد الهاشمي، أن تنظيم "داعش" خسر منذ بداية العام الجاري، تقريباً 40% من مناطق سيطرته في العراق، ونحو 25% من أراضي هيمنته في سوريا.