«داعش» يضرب بعرض الحائط دعوات وقف النار ويواصل مهاجمة «عاصفة الشمال»
اتهم مصدر في "الجيش السوري الحر"، تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) بأنه يقدم خدمات مجانية للنظام، في وقت تابع "داعش"، عملياته العسكرية ضد "لواء عاصفة الشمال" التابع لـ"الجيش الحر" وسيطر اليوم على أحد معسكراته في بلدة أعزاز، ضاربًا عرض الحائط بدعوة وقف إطلاق النار التي وجهتها أمس خمسة من كبرى فصائل المعارضة العسكرية.
وكانت فصائل "جيش الإسلام"، و"لواء التوحيد"، و"حركة أحرار الشام"، و"ألوية صقور الشام"، و"ألوية الفرقان"، و"لواء الحق"، أصدرت أمس بيانًا دعت فيه إلى وقف الاشتباكات بين "لواء عاصفة الشمال"، و"داعش" وطالبت الأخير بسحب قواته من أعزاز والتوقف عن تكفير الناس، والاحتكام الى "المحكمة الشرعية المشتركة للفصائل الإسلامية"، والتي ستبقى منعقدة لمدة 48 ساعة في مقرها بمدينة حلب.
وسجل "المرصد السوري المستقل"، اليوم الجمعة، استمرار أجواء التوتر في المناطق الشمالية التي شهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي "داعش" وكتائب "الجيش الحر"، تخللها عمليات اغتيال وتصفية لمقاتلين من "الجيش الحر" وتمكن خلالها "داعش" من فرض سيطرته على أحد معسكرات "لواء عاصفة الشمال"، في سياق سعيه للسيطرة على الطرق الحيوية، المحيطة بمعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.
ونتيجة الأعمال القتالية حصلت حركة نزوح واسعة من بلدات "معرين" و"يزباق"، باتجاه الأراضي التركية المجاورة، جراء الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين "داعش"، ومقاتلي لواء عاصفة الشمال. وكانت اشتباكات مماثلة قد حدثت في وقت سابق بمنطقتي اعزاز بريف حلب الشمالي، ومنطقة الشدادى في دير الزور.
وعلق مصدر في "الجيش الحر" لمرصدنا على بيان الفصائل الخمسة، فأوضح أن الهدف منه هو "إعلان وقف إطلاق نار بين مختلف الأطراف المتصارعة لأن هذا الصراع يأتي في صالح النظام السوري"، وقال: "إن تنظيم داعش يؤدي خدمات مجانية للنظام السوري".
وشكك المصدر بحقيقة أهداف (داعش) خاصة من جهة وجود مقاتلين أجانب بين صفوفها الأمر الذي أثار حفيظة باقي الفصائل، وأوضح المصدر بأنه "من غير المقبول أن يتحكم بمناطقنا من أتى من خلف الحدود ولا يهتم بتقاليدنا وعاداتنا ولا حتى بأهدافنا".
وعن الدور الذي تلعبه السلطات التركية في الصراع الدائر قال المصدر في "الجيش الحر": إن "تركيا كانت تقدم كافة أشكال الدعم لفصائل "الجيش الحر" والآن لم يعد هذا الدعم كما كان سابقًا، ودون أي مبررات من قبل الحكومة التركية".
مصدر ميداني في "لواء عاصفة الشمال" صرح لـ"المرصد السوري المستقل" بأن هذا اللواء "استجاب للدعوة المشتركة من الألوية للاحتكام للمحكمة الشرعية المشتركة، وعلى الرغم من موافقتنا، ما زالت قوات "داعش" تشن هجومًا على نقاط للجيش الحر خارج مدينة إعزاز في اتجاه معبر السلامة في حلب".
وأضاف المصدر: بأن "تنظيم القاعدة في العراق بات مخترقًا من قبل التحالف الإيراني-السوري والعمليات التي تشنها قوات داعش تأتي وفق أوامر من النظام السوري".
وعند سؤالنا عن مصدر تلك المعلومات أو ما يثبت صحتها رفض المصدر متابعة الحديث، وشدد على أنه "إذا لم تستجب (داعش) لعملية الاحتكام للمحاكم الشرعية فإن تحالفات جديدة ستنشأ"، مؤكدًا "قدرة الجيش الحر وألويته على متابعة القتال واستعادة كل ما تم الاستيلاء عليه".
مصدر محلي في مدينة الرقة التي شهدت أول ظهور لقوات (داعش) قال لـ"المرصد السوري المستقل": إن هذا التنظيم "استغل حالة الفراغ الناجمة عن انسحاب القوات النظامية والصراع الداخلي بين مجموعات الجيش الحر على اقتسام مناطق النفوذ والغنائم، ما مكن داعش من فرض سيطرته على بعض المناطق الشمالية والشرقية من سوريا، في محاولة للسيطرة على المعابر والمناطق النفطية لتأمين الموارد لدولتها التي تخطط لإقامتها".
واعتبر المصدر المحلي أن هجوم "داعش" الأخير على "لواء عاصفة الشمال"، هدفه "السيطرة على معبر دار السلامة الحدودي مع تركيا حيث قامت بتصفيات لبعض ضباط وعناصر الجيش الحر في الرقة ودير الزور وسواهما من أجل بسط سيطرتها بشكل كامل على منطقة تمتد من الأنبار في العراق حتى حلب".
ونفى مصدر في الجيش النظامي كل ما يشاع عن تحالف بين الجيش السوري وفصائل أو تنظيمات مسلحة، مؤكدًا أن ذلك "كذب مفضوح لأن القوات المسلحة السورية تعتبر أي تنظيم يحمل السلاح بوجه الدولة هو تنظيم إرهابي".
وقال المصدر: إن "الجيش السوري يعمل وفق واجباته الدستورية في الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد والحفاظ على أمن الوطن والمواطن وبالتالي فالقوات المسلحة السورية تؤدي واجبها في القضاء على كل التنظيمات الإرهابية المسلحة". مؤكدًا أن ما يجري اليوم في المنطقة الشمالية هو "صراع بين الدول المتآمرة على سورية".
وأضاف المصدر نفسه بأن الجيش النظامي "يستهدف وبشكل منظم كل أماكن تجمع المسلحين ويقوم برصد كل تحركاتهم واستهداف طرق الإمداد الخاصة بهم"، مطالبًا دول الجوار السوري بـ"ضبط الحدود لأن الإرهاب سينال من استقرار الجميع".
وختم المصدر حديثه معنا بأنه قريبًا سيتم تحرير كافة المناطق التي سيطر عليها المسلحون وعلى مختلف انتماءاتهم خصوصًا في ريف حلب وريف إدلب في إطار استعدادات خاصة تقوم بها القيادة العسكرية، وفقًا لخطة ستكون على عدة مراحل تبدأ باستهداف غرف العمليات ومراكز القيادة الخاصة بالمسلحين وبعدها ضرب طرق الإمداد والخطوط الخلفية للمجموعات المسلحة ومن ثم تبدأ مرحلة جديدة في القتال".