ـسيطر الجيش السوري على مدينة تدمر ومطارها في ريف حمص الشرقي بعد انسحاب مسلحي تنظيم داعش منها ليلاً باتجاه دير الزور والبادية شرقاً. وقد دخل الجيش إلى المدينة صباحاً من الجهة الغربية، بعد تقدمه أمس من محورين، محور العامرية شمالي غرب المدينة ومحور مجمع الفنادق جنوبي غرب المدينة. وخلال تقدم الجيش في الحي الغربي صباح اليوم فجر إنتحاري من مسلحي تنظيم داعش آلية مفخخة في محاولة لإعاقة تقدم الجيش نحو الأحياء الداخلية، لكن الجيش واصل تقدمه. وقام الجيش السوري بعملية تمشيط لأحياء وشوارع المدينة بحثاً عن مسلحي وانتحاريي داعش داخل المدينة كما عمل على إزالة ألغامٍ وعبواتٍ ناسفةٍ زرعها تنظيم داعش داخل المدينة. كما اكتشف الجيش السوري معملاً كبيراً لتصنيع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في تدمر يحوي مخارط صناعية وأطنان من المواد المتفجرة وعشرات الصناديق من الصواريخ والقذائف والذخيرة التي تستخدم في تصنيع العبوات. وأعلن المرصد المعارض عن مقتل ما لا يقل عن 400 مسلح من تنظيم داعش إثر معارك مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي مع الجيش السوري خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. ودعا الإعلام الحربي الإعلاميين إلى عدم الدخول صباحاً الأحياء الشرقية لمدينة تدمر لأن العمل جارٍ على تأمينها بعد الإشتباه بوجود إنتحاريين وعبوات هناك حفاظاً على سلامتهم. من ناحية ثانية، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية ضد مسلحي تنظيم داعش على جبهة مدينة القريتين جنوب غرب تدمر، وسيطر على تلة منطار الرميلة في التلول السود الواقعة غربي مدينة القريتين إثر اشتباكات مع مسلحي التنظيم استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وأوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.
دمشق وريفها: فجّرت مجموعة من مسلحي "شام الرسول" نفقاً تحت أحد الأبنية على جبهة البيرقدار شمال جامع الجراح في بلدة ببيلا في ريف دمشق الجنوبي. واستعاد مسلحو جبهة النصرة السيطرة على عدة نقاط في جرود الجراجير في القلمون بعد اشتباكات مع مسلحي داعش كان التنظيم قد سيطر عليها سابقاً وقُتل أحد المسؤولين الميدانيين في التنظيم المدعو "أبوعزام" وأفراد مجموعته.
درعا وريفها: استهدفت جبهة النصرة بعدد من القذائف الصاروخية مواقع "لواء شهداء اليرموك" المرتبط بتنظيم داعش في الحي الجنوبي من بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي. وقد استعاد "اللواء" السيطرة على البلدة منذ عدة أيام عقب اشتباكات مع جبهة النصرة. كما قُتل نائب القائد العسكري في "حركة المثنى" المرتبطة بتنظيم داعش الملقب بـ "أبو عمر مندي" خلال اشتباكات مع "الجيش الحر" في بلدة سحم الجولان ريف درعا الغربي. الحسكة وريفها: قُتل مسلح من "وحدات الحماية الكردية" وجُرح آخرون جراء انفجار سيارة مفخخة قرب حاجز لها في محيط بلدة "أبو راسين" في ريف مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي. كما أُصيب عدد من الأشخاص بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة قرب مقر تجنيد للـ "وحدات" في مدينة القحطانية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي.
دير الزور: قتل 5 مسلحين من تنظيم داعش لدى محاولة مجموعة التسلل باتجاه نقاط الجيش السوري على جبهتي المريعية وحويجة المريعية شرق مطار دير الزور العسكري. في حين استهدف سلاح الجو في الجيش السوري، رتل آليات لمسلحي تنظيم داعش على طريق الحسينية غرب دير الزور بسلسلة غارات ودمر عدداً من الآليات وقتل وجرح من فيها، وبالتزامن، شن سلاح الجو غارات أخرى على مواقع وتجمعات التنظيم في المريعية والجفرة ومحيط مطار دير الزور وحقق إصابات مؤكدة في صفوف المسلحين. من جهة أخرى، استولى تنظيم داعش على مستودع لأجهزة طبية في "مشفى النور" في مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي بعد اتهامه لأحد أطباء المشفى بالعمل سابقاً مع "الجيش الحر" وجبهة النصرة. وقد قام التنظيم سابقاً بالإستيلاء على مشفى "الحماد" و"خلفان الحمد" في مدينة الميادين.
الرقة وريفها: قٌتل 3 مسلحين من "قوات سوريا الديمقراطية" وأُصيب آخرون إثر استهداف تنظيم داعش حاجزاً لـ "القوات" بسيارة مفخخة جنوب بلدة "شركراك" في ريف الرقة الشمالي. واستنفرت "وحدات الحماية الكردية" في بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي مسلحيها إثر استهداف طائرات "التحالف الدولي" جنوب البلدة بغارة جوية عقب محاولة سيارتين تابعتين لتنظيم داعش التسلل إلى داخل البلدة. وشنّت "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكياً هجوماً على قرية المحيمدية جنوب بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي والتي يسيطر عليها تنظيم داعش. حلب وريفها: تصدى الجيش السوري لمجموعةٍ من مسلحي جبهة النصرة لدى محاولتها التسلل باتجاه تلة العيس في ريف حلب الجنوبي واشتبك معها وأوقع معظم أفراد المجموعة المتسللة بين قتيل وجريح. في حين قصفت المجموعات المسلحة بعدد من القذائف الصاروخية قرية "باشمرة" في ريف عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي من مواقعها في قريتي "قبتان الجبل" و"شيخ عقيل". واستنفر تنظيم داعش مسلحيه في مدينتي "منبج" و"جرابلس" في ريف حلب الشمالي الشرقي بعد أنباء عن نية "قوات سوريا الديمقراطية" شن هجوم للسيطرة عليهما. كما دارت اشتباكات بين المجموعات المسلحة و"قوات سوريا الديمقراطية" في محيط قرية مرعناز في ريف حلب الشمالي. وعيّنت "الجبهة الشامية" المدعو "قاسم محمود القاسم " مديراً عاماً لمعبر باب السلامة في ريف حلب الشمالي خلفاً لـ " ناظم حافظ ". إدلب وريفها: في خرق جديد للهدنة، قصفت المجموعات المسلحة بلدة الفوعة المحاصرة في ريف إدلب الشمالي بعدد من القذائف أسفرت عن إصابة المواطن علي زاكي بسطي (٨٠ عاماً) بجراح خطرة. وقُتل 5 أشخاص وجُرح العشرات جراء انفجار سيارة مفخخة على دوار بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي. فيما أعلنت جبهة النصرة قبولها بتنحي "اللجنة الشرعية" التي كانت تتولى مهمة حل النزاع بينها وبين "الفرقة 13" التابعة لـ "الجيش الحر".
حماه وريفها: قُتل عدد من مسلحي داعش وجُرح آخرون خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في محيط قرية المفكر بريف حماه الشرقي. اللاذقية وريفها: أعلن المرصد المعارض عن مقتل 91 مسلحاً من جبهة النصرة والحزب التركستاني إثر الاشتباكات مع الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي خلال شهر على وقف إطلاق النار في سوريا منذ 27 شهر شباط وحتى فجر اليوم 27 من شهر آذار 2016.
المشهد المحلي: تلقى الرئيس الأسد إتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هنأه فيه باستعادة مدينة تدمر من الإرهابيين، كما أكد الرئيس بوتين للرئيس الأسد أن الجيش الروسي سيواصل دعم سوريا في مكافحة الإرهاب. من جانبه أكد الرئيس الأسد لبوتين أن تصميم الجيش على استعادة المدينة من الإرهابيين بالإضافة للدعم الفعّال من القوات الجوية الروسية، هو ما حقّق هذا الإنجاز الكبير لسورية وللبشرية. واستقبل الأسد وفداً فرنسياً من البرلمانيين والمثقفين والباحثين والإعلاميين، وأكد خلال اللقاء أن زيارات الوفود البرلمانية لسورية واطلاعها على حقيقة الأوضاع فيها، يمكن أن تساعدها على العمل لتصحيح السياسات الخاطئة والمفاهيم القاصرة التي تتبناها حكومات بعض الدول ومن بينها فرنسا تجاه ما تشهده سورية، والتي لم تقتصر على توفير الغطاء للإرهابيين بل عملت أيضاً على فرض عقوبات اقتصادية جائرة أثرت سلباً على أساسيات الحياة بالنسبة للسوريين.
في حين رأت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أنه كان من الطبيعي أن يتم الإتفاق بين قيادتي الجيشين في سوريا وروسيا الاتحادية على تخفيض تواجد القوات العسكرية الروسية في سوريا بعد تحقيق العديد من الإنجازات وبما يتناسب مع التطورات المستجدة ، وأكدت إستمرار العمليات القتالية بكل حزم وإصرار ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما بالتعاون والتنسيق مع الأصدقاء والحلفاء وبنفس الوتيرة السابقة حتى القضاء التام على هذه التنظيمات وإعادة الأمن والإستقرار إلى كل الأراضي السورية. وأكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن للانتصار في تدمر دلالات كبيرة شعبية وأخلاقية لتحرير أهلنا في تدمر وتحرير تاريخ تدمر التراث والعراقة. كما أكد وزير الثقافة السوري عصام خليل، أن الوزارة اتخذت سلسلة من الإجراءات الإحترازية لحماية الآثار كونها منجزاً إنسانياً ووثيقة لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تقع في أيدي الإرهابيين. وأشار إلى أن بلاده تقوم بحصر الأضرار التي طالت الآثار مؤكداً أنه سيجري ترميم الآثار التي تضررت وتعهد بإعادتها إلى صورتها الأول." وقال المدير العام لمديرية الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم أنه تم وضع خطة لإعادة ترميم ما دمره إرهابيو داعش من آثار في مدينة تدمر بعد أن أعاد الجيش الأمن والإستقرار إليها".
من ناحية ثانية، وصل نحو 60 طناً من المساعدات الإنسانية إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا عبر طائرات النقل العسكرية التابعة لسلاح الجو الروسي وفق ما اعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا.
وأعلن المرصد المعارض عن مقتل 542 مسلحاً من تنظيم داعش إثر الاشتباكات مع الجيش السوري في أرياف حمص وحماه وحلب خلال شهر على وقف إطلاق النار في سوريا منذ 27 شهر شباط وحتى فجر يوم 27 من شهر آذار 2016.
المشهد الدولي: أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمسؤولي منظمة اليونيسكو يوم الأحد، أن العسكريين الروس سيشاركون في إزالة الألغام المنتشرة في مدينة تدمر الأثرية السورية. وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأنه في إتصال هاتفي مع المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، هنأها الرئيس بوتين بتحرير تدمر من قبضة المسلحين الإرهابين، وأبلغها بأن العسكريين الروس، بناء على تعليمات من القائد الأعلى للجيش، سيشاركون في عمليات إزالة الألغام من المدينة، جنباً إلى جنب مع نظرائهم السوريين. وأفاد مركز التنسيق الروسي للمصالحة في سوريا (مركز حميميم)، بأن سلاح الجو الروسي نفّذ خلال الساعات الـ24 الماضية 40 طلعة في محيط مدينة تدمر، وأن الغارات استهدفت 117 موقعاً للإرهابيين وأسفرت عن مقتل أكثر من 80 ،كما أفاد المركز أنه تم رصد 10 خروقات لوقف القتال في البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما هنأ معاون وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان سوريا بتحرير تدمر، وقال إن سوريا ستسير قدماً بقوة في طريق محاربة الإرهاب، مؤكداً إستمرار تقديم الدعم في مجال محاربة الإرهاب في سوريا والعراق والدول التي تتعرض لتهديداته، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم إتخاذ إجراءات مؤثرة وجماعية إقليمية ودولية لمكافحة الإرهاب فإن الضرر سيلحق بالجميع.
وأعرب بابا الفاتيكان فرنسيس يوم الأحد في رسالته بمناسبة عيد الفصح لدى الكنائس التي تتبع التقويم الغربي عن أمله في أن تحمل المفاوضات حول سوريا السلام إلى هذا "البلد الممزق".