اشتباكات على محاور القتال التقليدية أشدها بريف درعا
شهدت محاور القتال التقليدية في المناطق السورية اليوم الخميس استمرارًا للاشتباكات والمعارك بين الجيش السوري النظامي والمجموعات المسلحة التابعة لتنظيمات المعارضة، كان أشدها في ريف درعا حيث سجل سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
مسلحون في حلب
وفيما يلي أبرز الوقائع الميدانية التي سجلها "المرصد السوري المستقل" هذا اليوم:
بداية من دمشق وريفها، حيث استهدف الجيش النظامي عدة مقرات للمعارضة المسلحة في منطقة بيت سحم بالتزامن مع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين وحدات من الجيش النظامي ومجموعات من "الجيش الحر". أسفرت عن مقتل عدد من المسلحين.
وأوضح مصدر ميداني لمرصدنا أن تأخر عملية الحسم على محور بيت سحم يعود إلى أن الجيش السوري يقوم بالعمل على أكثر من محور، وخصوصًا في منطقة الغوطة الشرقية، كما يعود إلى ما أسماه "سياسة القضم والهضم" التي يتبعها الجيش، لاستعادة السيطرة على أماكن تواجد المسلحين وإحكام السيطرة عليها بشكل لا يسمح للمسلحين بالعودة إليها، ومنع أي عملية تسلل باتجاه المناطق المحررة.
وحول تركيز الجيش السوري على بيت سحم في عملياته العسكرية، لفت المصدر إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة موضحًا "أن بيت سحم تشكل عقدة ارتباط بين مختلف مناطق الغوطة الشرقية وهي الأقرب باتجاه مركز العاصمة وكذلك هي تقع على محور طريق مطار دمشق الدولي"، ومشيرًا إلى أن المجموعات المسلحة المتواجدة داخل البلدة "تعتبر من أخطر المجموعات وأكثرهم تنظيما وتسليحًا".
وقال: "إن عملية الحصار التي خضعت لها المنطقة والاستهداف المدفعي ترك أثره على مجريات العملية العسكري بحيث باتت بيت سحم اليوم ساقطة بالمفهوم العسكري"، مؤكدًا بأن "منطقة الغوطة الشرقية كانت تعتبر العقدة الأصعب في العمليات العسكرية لامتداد المساحة الجغرافية وتواجد أعداد كبيرة من المقاتلين ومختلف أنواع الأسلحة ومنها ما هو نوعي إضافة لشبكات الأنفاق وغرف العمليات المجهزة بأحدث وسائل وتقنيات الاتصال وعلى الرغم من ذلك فالجيش السوري استطاع أن يفرض سيطرته على أكثر من 70% من المنطقة ومنع دخول وخروج المسلحين منها".
وفي منطقة الغوطة الغربية استهدفت الجيش السوري بمدفعية الميدان مقرات المعارضة المسلحة في معضمية الشام والمنطقة الفاصلة بين داريا والمعضمية في حين شهدت المنطقة اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة.
مصدر عسكري تحدث لنا عن "اقتراب بدء عملية عسكرية واسعة في المناطق الحدودية مع لبنان وتحديدًا منطقة القلمون والزبداني قبل حلول فصل الشتاء حيث تشهد تلك المناطق كثافة ثلجية وقطع لبعض الطرقات بسبب الأحوال الجوية وبالتالي كل الطرقات التي ما تزال صالحة لتهريب المسلحين والسلاح ستقطع ما سيترك أثرًا على واقع المجموعات المسلحة وسيزيد الضغط عليها" (كما قال).
انتقالاً إلى درعا، حيث شهدت منطقة نوى بريف درعا اليوم الخميس اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش النظامي ومجموعات تابعة لـ"الجيش الحر"، أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.
وعرف من القتلى "أحمد المحسن" أحد قادة "لواء شهداء اليرموك" التابع لـ"الجيش الحر"، وهو رائد منشق عن الجيش النظامي، قتل عندما كان يقود هجومًا على في قرية البكار في منطقة نوى بهدف السيطرة عليها. وعرف من القتلى أيضًا "أحمد عبد الوهاب الخبي"، وهو قائد إحدى المجموعات المسلحة. و"محمود عبد الخالق" ( أبو سويد)، و"محمد عيسى طعيسان"، و"محمد ابراهيم نصر الله".
كذلك قتل ثلاثة عناصر من "الجيش الحر"، بانفجار لغم أرضي على طريق معمل الفلين في مدينة نوى وهم: "منير غازي العوض"، و"ماهر الرياببي"، و"حسام نايف خريبة".
وليد الزعبي
في غضون ذلك تواصل الاشتباكات بين الجيش النظامي ومجموعات مسلحة في مدينة طفس بريف درعا المستمرة منذ أمس، وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل عدد من المسلحين عرف منهم: قائد "كتيبة عباد الرحمن" المدعو "أحمد قاسم" والمعروف بـ"أبو أياد"، "عدي البردان"، "فادي المصري"، "علاء الحميدات"، "مالك الزعبي"، "وليد حمود الزعبي"، "عمر حمدي" (أبو دحلوش)، "عصام غالب حريذين"، "عبد الناصر أبو جمال" (إعلامي في الجيش الحر)، الشقيقان هادي وسرحان أحمد كيوان، و"وائل غنيم"، فضلاً عن حالة موت سريري للمدعو "محمد حسين الرواشدة" نتيجة إصابته بجروح بليغة بالرأس. كما قتل المدعو "محمد بهجات النابلسي" في حي المنشية بريف درعا.
الأخوان كيوان
وفي ريف حلب قصفت المعارضة المسلحة بصواريخ من نوع "غراد"، منطقتي القرباطية والحمام، في إطار ما أسمته معركة "رص الصفوف"، فيما أكدت مصادر محلية أن القوات النظامية استعادت أمس قرية خناصر ذات الطابع الاستراتيجي، إلا أنه لم يتسن لمرصدنا التأكد من هذا الخبر، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
انتقالاً إلى دير الزور حيث أعلن عدد من الفصائل المسلحة تشكيل "جيش أهل السنة والجماعة" الذي ضم: "لواء أهل الأثر"، "لواء أسود السنة"، "لواء الفتح"، و"لواء أهل الراية".
وأوضح مصدر في المعارضة المسلحة لـ"المرصد السوري المستقل" أن ما تشهده مناطق القتال من تحالفات بين الفصائل المسلحة "يهدف إلى تجميع القوات تحت قيادة عسكرية واحدة في وجه قوات النظام، من جهة ويهدف من جهة ثانية إلى التصدي لمحاولة تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) السيطرة على مناطق تواجد المعارضة المسلحة". وقال المصدر: إنه "من غير المنطقي أن يسيطر الغرباء على القرار العسكري عبر السيطرة على الأرض".
وفي دير الزور أيضاً استهدف الجيش النظامي مقرات وتجمعات للمجموعات السلحة في حي الحويقة وحي الرشدية، مستخدمًا المدفعية الثقيلة، وأوضع فيها إصابات غير محددة.
وفي حمص استهدفت الدبابات السورية مقرات المسلحين في منطقة الرستن وجورة الشياح والقصور والقرابيص، وقرية السمعليل. ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى عرف منهم: "حسن نزيه حرفوش"، كما قتل مسلح آخر يدعى "غازي السيراون" برصاص قناص.
وفي إدلب شنت طائرات حربية من طراز "ميغ" غارة على تجمع للمسلحين في قرية تل سلطان القريبة من مطار أبو الظهور الحربي، فيما قتل "نعسان ممدوح جعفر" باشتباك مع الجيش السوري عند جسر الشغور، وقتل "محمد بديع شرتح" (أبو بديع) جراء صاروخ سقط في بلدة الزاوية.